شهدت أسعار تذاكر رحلات الطيران الداخلي بين مدن المملكة ارتفاعات كبيرة، خاصة خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان الماضي، وموسم العيد. الأمر الذي دفع البعض إلى رحلات طويلة برا، أو السفر برا إلى دول الجوار القريب، ثم الانتقال منها جوا إلى وجهتهم داخل المملكة؛ تجنبا لارتفاع تكلفة الرحلات الجوية على الخطوط الداخلية، التي أثارت انتقادات واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي، وروايات عن تجارب لأفراد وأسر اضطروا إلى هذه البدائل للسفر إلى مدننا بين الاتجاهات الأربع.
وتفاعلا مع هذه الحالة، أصدرت هيئة الطيران المدني حينها بياناً واضحا، بأنها تابعت باهتمام ما يُتداول من معلومات عن أسعار تذاكر السفر الجوي الداخلي، واتخذت حزمة إجراءات مباشرة من شأنها مراجعة هيكل تسعيـر النقل الجوي وزيادة السعة المقعدية وعدد الرحلات، بهدف ضمان توفير أسعار مناسبـة للمسافرين وتعزيز التنافسية، والتأكيد على أن حقوق المسافرين وحمايتهم أولوية قصوى.
في مثل هذه الحالة لابد من تفهم الضرر العام من ارتفاع أسعار الرحلات الجوية الداخلية، التي تشهد إقبالا يوميا متزايدا، وبدرجة عالية في فترات العمرة والحج والأعياد ومواسم السياحة النشطة في المملكة، ما يعكس نموا في قدرة وحركة المجتمع، وبالتالي يستوجب تحفيزا مستمرا بعدالة سعرية لتكلفة الرحلات، وزيادة التنافسية والسعة الاستيعابية.
في المقابل نتفهم بعض الأسباب المبررة للأعباء التي تتحملها الشركات الناقلة اضطراريا التي قد تتحمل معها نسبة خسائر في اقتصاديات التشغيل والصيانة والتطوير ورسوم المطارات وغير ذلك، في الوقت الذي تشهد فيه العديد من السلع والخدمات ارتفاعا كبيرا ، وقفزات أكبر في المواسم.
فأين المنتقدون من جماح أسعار الفنادق ببعض مدننا الكبرى بفترات المواسم، على سبيل المثال مكة المكرمة، كان متوسط سعر الغرفة 800 ريال لليلة قبل رمضان، وخلاله ارتفع ثلاثة أضعاف في ظل ارتفاع الطلب. وأيضا ارتفاع أسعار الأراضى ومواد البناء!
أخيرا، ومن قبيل التذكير، لاننسى أن الناقل الوطني أثناء فترة كورونا، حافظ على الراكب وقللت الشركة من إشغال المقاعد تحقيقا للتباعد، ورغم ذلك كانت الأسعار فى متناول الجميع. لهذا أقول: إن النقد يتطلب تعمقا وموضوعية وإلماما بالحقائق، وطرح الآراء والانتقادات دون تشويه، وفي الوقت نفسه، دون تفريط في حق المستهلك، فالهدف في النهاية هو الصالح العام.