البلاد – محمد عمر
تماطل مليشيا الحوثي في تنفيذ الهدنة الأممية، وتواصل خرقها لها، ما يعرقل السلام والاستقرار في اليمن، ويزيد معاناة المواطنين، خصوصاً في المناطق التي تسيطر عليها المليشيا وتحاصرها؛ إذ ترى الحكومة اليمنية أن مراوغة الحوثيين في تنفيذ ما يخصهم وفق الهدنة الأممية يضع المجتمع الدولي والأمم المتحدة أمام مسؤوليتها في تسمية من يعيق السلام ويعمق معاناة اليمنيين الإنسانية.
وشدد رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك مؤخراً، على أهمية التركيز على رفع الحصار الحوثي الغاشم والمفروض على محافظة تعز منذ أكثر من سبع سنوات، بعد تنفيذ الحكومة كل ما عليها من التزامات بموجب مقتضيات الهدنة الأممية، داعياً إلى اتخاذ عقوبات رادعة ضد الميليشيا الحوثية، مشدداً على عدم السماح لميليشيا الحوثي بتشتيت النقاشات في المباحثات كعادتها، والتركيز على رفع حصارها المفروض على تعز بشكل عاجل، ودون أي شروط، لافتاً إلى أهمية معالجة المعضلات الأخرى التي تعانيها تعز؛ جراء الحصار الذي يفرضه الحوثيون.
في السياق ذاته، قال قائد مدرسة القتال بالمنطقة العسكرية الخامسة العميد عدنان الصديق لـ”البلاد”: إنه على الرغم من الالتزام بالهدنة الأممية من قبل الحكومة اليمنية وتحالف الشرعية، إلا أن مليشيا الحوثي الإرهابية غير ملتزمة بها، وظلت تخترقها باستمرار مواصلة الهجمات على مواقع الجيش اليمني والمناطق المدنية مثل حيران وعبس وميدي. وأضاف: “الكثير من المدنيين يصابون ويتم إسعافهم يومياً إلى المستشفيات، وقواتنا لا تزال مرابطة وملتزمة بالهدنة ولكنها مستعدة لأي هجوم حوثي”، مشيداً في الوقت ذاته، بالجهود السعودية فى توحيد البيت اليمنى وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي وتحقيق التفاهم بصورة مباشرة، مضيفاً أن جهود المملكة لا تقدر بثمن، حيث أسهمت فى إعادة أمل التوحد للشعب اليمني لمواجهة خطر ميليشيا الحوثي الإرهابية واستعادة الدولة. وتابع: “تشكيل مجلس قيادة الرئاسي ينعكس إيجاباً على الواقع اليمني، وقد رأينا أثره في جميع المحافظات بما فيها مناطق سيطرة مليشيا الحوثي”.
وشدد العميد الصديق، على أن الأوضاع الأمنية في المنطقة الخامسة تعتبر فى أعلى مستويات الجاهزية القتالية من حيث الأفراد والجنود والإمكانيات وقادرة على الحفاظ على ما تم اكتسابه خلال الفترة الأخيرة، مبيناً أن القوات المرابطة جاهزة لأي محاولة هجوم أو استفزاز من قبل المليشيات الحوثية، مشيراً إلى أن المنطقة العسكرية الخامسة منوطة باستراتيجية معينة في خطتها ومكلفة بمهمة تحرير محورين؛ الأول الحديدة، والثاني شرقا باتجاه محافظة حجة وما بينهما، مؤكداً الجاهزية لتنفذ أي أوامر للانطلاق نحو ميناء الحديدة وحتى مدينة حجة”.
وفيما يخص أوجه التنسيق الحكومي مع المكونات المختلفة للمحافظة، قال: “لدينا السلطة المحلية لمحافظة حجة، وهناك مديريات حيران، وميدي، وعرش تقوم بالتنسيق الكامل والشامل مع قواتنا المرابطة في هذه المناطق وتدفع بأبنائها لرفد الجيش بالمقاتلين من أجل حماية هذه المناطق وحفظ الأمن”. وأضاف: “المواطنون في هذه المناطق يشعرون بالارتياح مع وجود قوات الشرعية، بينما يقوم مركز الملك سلمان للإغاثة والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن بجهود إنسانية جبارة تساعد المواطنين كثيراً”.