رياضة مقالات الكتاب

الأسطورة تصنع نفسها

ماهو الفرق بين كريم بنزيمة، وعبدالرزاق حمدالله؟ قد يكون الجواب سهلاً ومتعدد الفروقات كموقع اللعب، والثبات والإنجازات والشخصية وغيرها من الأمور، ولكن الفرق الأهم أن الأول صنع نفسه كأسطورة بإنجازاته كمسيرة مر فيها بالكثير من التحطيم الإعلامي، والآخر قاد ممجدوه السابقون حرباً ضروساً ضده.

كريم بنزيمة في فترات سابقة لا أتذكر أن هناك لاعباً في الأندية الخمسة، أو العشرة الكبرى في العالم مر بالتحطيم المعنوي، والترصد (الاستقصاد) من قبل الجماهير، والإعلام على حد سواء، بطريقة قبيحة، فمع كل هفوة أو خطأ، أو فرصة ضائعة كانت الجماهير تطالب بإبعاده ، وحتى عندما بدأ العقلاء بإظهار دوره التكتيكي، كان الإعلام يتهكم عليه، وأنه ظل للدون كرستيانو، ويقلل من ذلك الدور، وينصب له المشانق، ولكن (البنز) صبر وثابر وأصبح ظاهراً في وجود كرستيانو، وحمل الريال من بعد رحيله ليزداد تألقه موسما بعد الآخر لدرجة أننا أصبحنا نرى أنه من الظلم عدم استدعائه للمنتخب الفرنسي، وأن عدم فوزه بالكرة الذهبية هو كارثة من الكوارث، حيث أجبر الجميع على محبته والإعجاب والاستمتاع بكل ما يقوم به داخل وخارج الملعب ليصنع أسطورته بنفسه، ولعبه، ولابد أن لا ننسى دعم الإدارة له، وهو أمر من المؤكد أنه لعب دوراً في دفعه على التألق وعدم الاستسلام.

في الجانب الآخر، عبدالرزاق حمدالله لاعب ممتاز، ولكنه وفي خلال موسم واحد تم رفعه إلى أعالي قمم الأساطير في من قبل الإعلام والجمهور ليصل الأمر لتلميع أعماله الدينية، وكأنه الوحيد الذي يقوم بها، بالرغم من أنها أعمال بينه وبين الله سبحانه وتعالى، ولا يجب أن تُستغل إعلامياً بهذه الطريقة، متجاهلين جميع الإشارات سواء مع النادي، أو مع المنتخب ومع أول هزة فشلت هذه العلاقة التي بينه وممجديه على جميع الأصعدة بطريقة بشعة، وتحول جميع من صنعوا الوحش (مجازياً) إلى محاربين لتدميره، وتشويه كل الوصوف الجميلة والروحانية التي صنعوها، وربما قد يكون الحق في صفهم، وربما يكون في صفه، ولكن من المفروغ منه أنهم انقلبوا عليه.
خلاصة القول.. إن الجماهير والإعلام، لابد من ألا تصنع من لاعب، ما يجب عليه أن يصنعه بنفسه.

@MohammedAAmri

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *