لا أحد ينكر الأثر الكبير الذي أحدثته وتحدثه وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة في المجتمع، وقد تكون المؤثر الأبرز في هذه المرحلة الحرجة، التي أصبحت التربية فيها صعبة، ما نشاهده هذه الأيام في هذه الوسائل يندى له الجبين.
الوضع ينذر بحدوث تغيرات أخلاقية وتربوية وشرخ كبير في الأسرة؛ التي هي اللبنة الأساسية للمجتمع خاصة في الأجيال الناشئة التي أصبح مشاهير هذه الوسائل قدوتها ومثلها الأعلى. وللأسف فإن بعض هؤلاء الذين يعتبرهم الناس “مشاهير” لا يتجاوز هدفهم المال ومن أجله يفعلون أي شيء فتبرجت الأنثى وألقت بالحياء عرض الحائط، ولا تسأل عن أنثى ضيعت حياءها، وجاء بعض الذكور مهرولين مستغنين عن الرجولة التي لا تكتسب إلا بالأفعال الحميدة، وقفزوا على العادات والتقاليد المتوافقة مع ديننا الإسلامي والقيّم السامية وثقافتنا الجميلة، وأصبحوا يجاهرون بالسخافات التي لا تغني ولا تسمن من جوع، وكأن الأمر لا يتجاوز أن يكون ضمن المنفعة الشخصية.
لذلك لابد أن تتضافر الجهود بالتوعية والتوجيه من خلال منابر الجمعة ووسائل الإعلام المختلفة، وهذه الوسائل المختلفة لنكون سداً منيعاً لا تنفذ منه تلك السموم التي يريد أن ينفثها هؤلاء؛ سواء عن قصد أو غير القصد إلى هذا المجتمع الآمن المطمئن المعتز بدينه وعاداته وتقاليده الرائعة، وأنا متأكد أنه متى ما توحدت هذه الجهود، فإننا سوف نجني ثماراً يانعة يبرز فيها الخير ويسقط فيها الشر وكلنا في خدمة الوطن.
naifalbrgani@