حقيبة وزارة الصحة مليئة بالملفات الساخنة، التي ترتبط بصحة المجتمع وصحة المواطن. تطوير الرعاية الصحية التي تقدم من خلال المنشآت الصحية التي تندرج تحت مظلة وزارة الصحة ملف هام جداً. إلى جانب أن رضى المواطن عن الخدمات الصحية، والممارس الصحي الذي يقدم الخدمة الصحية ملف آخر ذو أهمية قصوى. وزير الصحة يدرك تماما أن الرؤية العامة لوزارة الصحة وأهدافها بحاجة إلى عمل دؤوب ومتواصل، وذلك للتغلب على العديد من الملفات الصعبة والساخنة التي ترتبط بالرعاية الصحية؛ خاصة ارتفاع أسعار الرعاية الصحية، مثل التأمين الصحي (تعتبر من أكبر العوائق التي تواجه الخصخصة)!
في الفترة الزمنية التي التحقت فيها بالعمل بوزارة الصحة، حمل الحقيبة الوزارية الصحية العديد من الشخصيات القيادية: أ.د. أسامة شبكشي، د. حمد المانع ود. عبد الله الربيعة (ممن يحملون الشهادات العليا في المجال الطبي)، ولنا مع ما قدموه بعض الوقفات. عندما تولي أ.د. شبكشي وجد أن الوزارة تأنُّ من مشاكل عديدة، ومنها الديون المتراكمة إلى جانب الحاجة الماسة إلى تنظيم العديد من المواضيع التي تصب في تحسين الخدمات الصحية. فقام بتأسيس الهيئة السعودية للتخصصات الصحية التي أصبحت أحد الركائز الهامة في توثيق الشهادات العلمية للعاملين في الخدمات الصحية. اجتهد الدكتور المانع في تطوير معايير الخدمات الصحية بمختلف المنشآت الصحية وتأسيس المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية إلى جانب موضوع التأمين الصحي. عندما تولى الدكتور عبد الله الربيعة أحضر معه خبرته الناجحة التي اكتسبها من العمل بالخدمات الصحية في الحرس الوطني، وعمل بكل اجتهاد لتصحيح وضع العاملين بالمنشآت الصحية؛ لكي يكون لهم حافز لتقديم أفضل ما لديهم، إلى جانب اجتهاده المثمر في تطوير الهيكل التنظيمي لوزارة الصحة. ما ذكرته من أعمال للوزراء المذكورين هو غيض من فيض لأعمال قاموا بها لتطوير الخدمات الصحية بالتعاون مع زملائهم من قيادات وزارة الصحة.
التوجه الرئيس لوزارة الصحة عندما تولى الدكتور توفيق الربيعة الحقيبة الوزارية، كانت متمثلة في تأسيس مفاهيم الرعاية الصحية المبنية على مفهوم خصخصة القطاع الصحي بصورة عامة، إلى جانب إعادة صياغة مفاهيم الرعاية الصحية التي تتوافق مع تطلعات ورؤية 2030. نعم، قطعنا أشواطا في مجال تأسيس الرعاية الصحية المبنية على الخصخصة، (التجمعات الصحية، دمج العديد من الإدارات المالية والموارد البشرية تحت مظلة واحدة وتأسيس المعايير الثابتة في قطاع خصخصة القطاع الصحي…الخ).
باختصار، نحن في فترة زمنية هي بحاجة إلى من لدية خبرة في قطاع الأعمال الاستثمارية في المجال الصحي، ولديه أيضا خبرة في قطاع الرعاية الصحية. نعم، هناك إنجازات كبيرة، لكن المراحل القادمة بحاجة إلى جهد أكبر! الفترة القادمة، تتمثل في الحفاظ على مكتسبات وزارة الصحة وفي تحقيق جميع أهدافها، للحديث بقية!
استشاري وباحث في الشأن الصحي
drimat2006@hotmail.com