اجتماعية مقالات الكتاب

صفاء.. صوت الأمل

يحدث لكل إنسان أحيانًا تقلب في المزاج، ومن ذلك ما حدث لي قبل بث في أحد برامج التواصل، حيث حاولت تغييره بطلب المشاركة من المتواجدين في البث، وماهي إلا ثوان حتى طلبت المشاركة فتاة في الثلاثين من العمر من دولة عربية تسمى” صفاء ” فاجأتني بصوت الأمل، وبسمة اليقين، وروح التوكل، فهي مصابة بمرض السرطان منذ ثلاثة عشر عاما، وأجريت لها ما يقارب ثلاث عمليات، ولا زالت تعاني، لكنها جعلت للمعاناة معنى، فكان الرضا.. قال صلى الله عليه وسلم : “عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلّا للمؤمن. إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له”.

تساءل الكاتب الشهير دوستويفسكي “ما هو الجحيم؟ فقال: أنا أصرّ على أنّه المعاناة من عدم القدرة على الحبّ”!
ورد عن بلال رضي الله عنه عندما سُئل عن معاناته من عذاب قريش له في رمضاء مكة؟ قال: “مزجت حلاوة الإيمان بمرارة العذاب، فطغت حلاوة الإيمان على مرارة العذاب؛ فصبرت”.

إن جودة حياتنا ليست المادة أو الأشكال والمناصب؛ بل الشعور الداخلي الذي هو اختيار جعله الله للبشر جميعا
سواء كان صغيرا أم كبيرا، غنيا أم فقيرا. فالحقيقة.. لا تقل لي ماذا تمتلك، بل قل لي بماذا تشعر.
بغض النظر على نوع معاناتك، جرب أن لا تشعر بالخجل مما تحس به، فمن حقك أن تشعر بالمعاناة، فأنت في النهاية إنسان تملك مشاعر تحتاج أن تشعر بها وتعترف بوجودها، ثم تسمح لها بالرحيل، دون أن تغرق، وتنحني وتميل، دون أن تنكسر. جرب أن تتقبل مشروعية معاناتك.

فاصلة:
عالم المشاعر مبني على الاختيار، وإذا لم تختر شعورا ما، فسوف يفرض عليك عكسه، فالإنسان سريع التفاعل مع المشاعر، وقد ذكر في كتاب السماح بالرحيل أن ما نحمله بداخلنا يلون عالمنا.

Faheid2007@hotmail.com

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *