حصاد الأسبوع

«حزب الله» يسقط بالقاضية

جدة – البلاد

سقط في مستنقع الفشل، واقتربت دويلته من التلاشي في ظل عدم قدرته على الحصول على الأكثرية النيابية في الانتخابات البرلمانية، فحزب الله سقط بالضربة القاضية الموجهة من قبل الناخبين، رافضين سيطرته على البلاد، ومنتظرين القضاء على مشروعه الإيراني بالكامل، للتحرر من التبعية، وبناء دولة تبني سياستها؛ بما يتوافق مع مصالحها المرتبطة بدول الخليج وليس دولة الملالي.
جميع اللبنانيين -باستثناء الموالين للحزب الإرهابي- قالوا كلمتهم، مؤكدين أن المليشيا الإرهابية لابد لها من الزوال عبر صناديق الاقتراع، ما جعلها تحصد 27 مقعداً فقط في البرلمان، بدلاً عن 70 مقعداً كانت تستأثر بها في الماضي، ليقول الكل بلسان واحد: “ماضي الإرهاب مضى ولن يعود. نريد بناء دولة خالية من سلاح المليشيات التي دمرت البلاد”.

واعتاد مرشحو حزب الله وحلفاؤه على كسب دعم منقطع النظير في الجنوب على مدار سنوات طويلة، حيث قاد الحزب مقاومة مسلحة أدت إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراض لبنانية عام 2000 بالإضافة إلى أن الحزب طور البنية التحتية في بعض هذه المناطق، غير أن الحزب وحلفاءه لم ينجحوا هذه المرة في كسب التعاطف بل نالوا الخسران المبين، فأمرهم انكشف وسياستهم الإرهابية تعرت.
ويرى خبراء سياسيون أن المصوتين اللبنانيين عملوا على تكتيك اختراق معاقل القواعد الشعبية لـ”حزب الله”، وعلى إضعاف حلفائه، ما قاد التصويت إلى ولادة كتلة سياسية مستقلة بإمكانها التأثير على ديناميكية مجلس نواب منقسم بشدة، وفقاً للخبير في الانتخابات والحوكمة مارون صفير، الذي قال طبقاً لشبكة “CNN”: إن حزب الله تلقى ضربة غير متوقعة أفقدته الأكثرية.

وتلقي الأمم المتحدة والبنك الدولي باللوم على الطبقة السياسية الحاكمة في قضية الانهيار الاقتصادي، الذي يعتبر أحد أسوأ الأزمات الاقتصادية التي شهدها العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر. وفي الوقت الذي يستعد فيه أعضاء البرلمان للقسم، أكد البرلمانيون الجدد أنهم قادرون على رفع المعاناة الاقتصادية والسياسية عن البلاد، وإنهاء المشروع الإيراني في لبنان، خصوصاً، أن ولاية الرئيس ميشال عون، الحليف لحزب الله ستنتهي هذا العام ما يفتح المجال للتغير بشكل واسع. ويرى الصفير أنه من شأن المرحلة الحالية أن تضع لبنان على الطريق الصحيح نحو الإصلاح أو أن تساهم بتزايد الانهيار نظرا للجمود السياسي والعنف المحتمل من قبل حزب الله الإجرامي، بينما تعمل القوى السياسية لمواجهة أي صعوبات محتملة؛ من أجل العبور بلبنان إلى بر الأمان وتخليصه من شر أذناب الملالي للأبد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *