أقصد بالمقال الدراسي، الذي يكتبه الكاتب الباحث الذي يطرح مقاله أدبياً أو ثقافياً أو تاريخياً أو بحثياً عن معلومات أو أفكار معرفية وعلمية.
وهذا النوع من المقالات أحياناً يطلق عليه بعض المتلقين كلمة أو مقالاً عابراً؛ خاصة إذا نُشر في جريدة سيارة أو في نشرة عابرة أو في مجلة عامة أسبوعية كانت، أو شهرية أو حتى دورية؛ الأمر الذي لا يعده البعض مقالاً ذات قيمة علمية، أو أدبية أو معرفية فكرية.
وهذا من منظور كاتبه أمر مقلق للغاية، ويكاد أن يكون هذا الكاتب قد توهم المقال أو قصَّر فيه أو جانبه الصواب فيما كتب، بسبب هذا التجاهل أو الجهل به. أما المقال الوجداني فيعتبره البعض مقالاً أدبياً – كما هو مفهوم عندهم وعند جمهور الكتاب والأدباء المثقفين – وهذا منضبط المعنى والمفهوم ، وهو أمرٌ سائدٌ بين الناس ولكن بعض القراء يخلط – أيضاً – بين هذا النوع من المقالات، وبين الشعر، مما يذكرني، فيمن يحسب نثراً مسجوعاً بأنه قصيدة النثر، وأن هذا خطأ أدبي لا شعرياً فحسب. نظراً للحكم عليه عشوائياً أو تعسفياً بأنه قصيدة نثر، وكيف يستقيم هذا الحكم على الشعر النثري وهو ليس شعراً، وإنما هو نثر ليس إلا !! فهل عجز النقد الأدبي الحديث على مثل هذا، ولا يحكم عليه بالإعدام نقداً وتخطيئاً وتصحيح هذا الخطأ، والحكم اللا منطقي والمفهوم الخاطئ!!
وخلط المعاني الشعرية والأدبية على سواء! إن المقال؛ إما معرفي أو أدبي أو صحفي، وقد يخرج الصحفي هذا عما قبله في التعريف!