إن الضغط النفسي والكبت والقهر يتشابهون في التأثير، و مرتبطين ببعضهم ارتباطًا وثيقًا وعلينا أن نعي الاختلافات بينهم؛ حيث إن تراكم المشكلات في حياة الفرد يؤدي في بعض الأحيان إلى الكبت، ويسبب الغضب الذي يتحول إلى قهر نفسي حاد. يعد القهر النفسي أحد العمليات النشطة في العقل، وذلك يبقي العقل متيقظًا بالتفكير المتواصل، ما يؤثر على نفسية الفرد، و يجعله غاضبًا على الدوام ومقهورًا؛ بسبب تراكم المشكلات النفسية، التي أحدثتها عدم القدرة على حلها وتركها هكذا مما جعل الفرد غير قادر على إدارة المواقف أو حتى تمييزها.
يُحدثُ القهر النفسي أضرارًا بالغة في العقل؛ حيث إن عملية عدم القدرة على السيطرة على التوتر يحدث أضرارا في أنسجة الدماغ ويبدأ تدريجيا بضعف التركيز وضعف الذاكرة، وذلك لأن الضغط المستمر يتلف خلايا الدماغ وهذا يسبب العصبية الشديدة وعدم القدرة على التحكم في ردود الفعل.
ومما لا شك فيه أن التوتر الشديد يتحول إلى مشكلات في الصحة الجسدية، ولذلك علينا اتباع الخطط للحفاظ على سلامتنا النفسية والجسدية، ولأن هذا يعد أحد أهم واجبات الفرد تجاه ذاته، فعليه أن يحسن من طرق التعامل مع المواقف العصيبة ليتسنى له حلها دون أضرار طويلة المدى. إن معالجة المواقف يتطلب سياسيات؛ أهمها سياسة استقبال الموقف، ثم سياسة التصنيف، ومن ثم الاتجاه إلى حل الموقف حسب ما يتناسب مع الفرد، فالبعض يحاور والبعض يتجه إلى الكتابة التي تساعده على تصنيف المشكلة و تفريغ عملية التفكير إلى أوضح أوجهها، والبعض يتشاور مع الآخرين لحل المشكلة. وعلينا اتباع جميع الخطوات التي تضمن لنا سلامتنا النفسية والجسدية.
fatimah_nahar@