متابعات

العملات المشفرة فرصة ذهبية لطموحات الشباب

جدة – إيمـان بــدوي

كشف مختصون في مجال التعامل بالعملات الرقمية أن آلية العملات الرقمية عالية المخاطر؛ لذا فإنه يتوجب فهم تقنيات التعامل بها والإلمام بتلك المخاطر؛ حتى لا يقع المستثمر في فخ هذا النوع من العملات، لافتين في الوقت نفسه إلى أن هناك 6.3 مليون مستخدم سعودي للعملات الرقمية في المملكة، وأن معظمهم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25 إلى 35 ، كما أن نسبة مستخدمي العملات الرقمية في المملكة وصل 18 % وتلك نسبة كبيرة، منوهين أن 72% من السعوديين على علم بتلك العملات.

بداية، أوضح المهندس ماجد أشعري رائد الأعمال والمستثمر بأسواق المال أن تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) أصبحت مستخدمة بشكل ملحوظ في مجال أمن المعلومات، وقد تغلغلت في الأنظمة المختلفة؛ نظرا لسرعة وحجم الأعمال والاعتماد على التشغيل الآلي، وهو تطور طبيعي لدورها المهم في تبسيط العمليات وزيادة كفاءتها.

ولو نظرنا إلى الجانب الأمني في عمليات التداول بصفة عامة والتداول في العملات الرقمية بصفة خاصة لوجدنا من المهم زيادة نسبة الأمان لدى المتداول، وهنا يظهر دور الذكاء الاصطناعي لرفع مستوى الأمان وزيادة ثقة المستثمرين في التعامل مع المنصات المختلفة. كما أشار أشعري

إلى الدراسات الحديثة التي أثبتت بأن أي هجوم الكتروني أو أي اختراقات أمنية تحدث تجعل المتداول يتوقف عن ضخ الأموال لعدة أشهر بشكل كبير، ولأهمية زيادة الأمان ورفع مستوى الثقة لدى المتداولين في العملات الرقمية قد يتزايد الاهتمام لاستخدام تقنيات الذكاءالاصطناعي لزيادة مستوى الأمان في عمليات التداول عبر المنصات المختلفة، التي لو نظرنا إليها هي عبارة عن تطبيق ويب معرض لعمليات الاختراق والهجوم من قبل ما يسمى بالهاكر، مثل أي مواقع وتطبيقات أخرى.

تسخير التقنيات
واستطرد بقوله : لذلك فمن الممكن تسخير وتطوير هذه التقنيات لتنفيذ بروتوكولات أمنية بشكل أسرع وفعال لتأمين المنصات من أي هجوم، أو اختراق أمني قبل حدوثه وتحديد نوع الهجوم بشكل مسبق وكشف نقاط الضعف التي يمكن استغلالها ويتم تصحيحها بشكل أسرع قبل حدوث أي عملية قرصنة وزيادة نسبة الأمان، وبالتالي زيادة الثقة في التداول بالعملات الرقمية من خلال المنصات المختلفة.

وفيما يخص إقبال الفئة الشبابية على العملات الرقمية أكد أن ما يشهده العالم من تطور تقني، والثورة التي يعيشها العالم تقنياً تستهدف فئة الشباب؛ كونهم الفئة الأكثر تطلعاً للمستقبل ولديهم الطموح والفضول لأدوات الاستثمار الحديثة، أيضًا سلط الضوء على ما أوضحته بعض الدراسات أن نسبة الإقبال على العملات الرقمية تتزايد من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 25- 35 سنة. كما وأشاد بمصادر المعلومات التي تطورت بشكل كبير، وقال: أصبح من السهولة الحصول على المعلومة من خلال الإعلام الجديد كمواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب وغيرها.

وكذلك سهولة الاستثمار والمضاربة في العملات الرقمية من خلال المنصات المختلفة وسهولة فتح حسابات التداول في هذه المنصات وعملية تبادل العملات الرقمية دون قيود أو شروط معقدة يزيد من عملية الرغبة لدى الشباب في الاستثمار والمضاربة، ويعتبر شراؤها في متناول اليد؛ نظرا للكميات الموجودة التي تتعدى حاجز الـ 5000 عملة وبأسعار متفاوتة يرى الشباب أنها قد تحقق لهم الثروات، رغم معرفتهم بخطورتها.


أمن المعلومات
في المقابل، أوضح خالد شربتلي رئيس الاستثمارات وشريك مجموعة تقنية، أهمية أمن المعلومات؛ لأنه يقوم بمهام كبيرة جدا، بالإضافة إلى دخوله بشكل عميق جدا في المعلومات بحيث يحمي مستخدمي العملات الرقمية بصورة أكبر، و بسبب التطور التكنولوجي قد نرى مستقبلًا المضي في اتجاهات العملة الرقمية، فقد يصبح الدولار أو اليورو عملة رقمية ! كما أصبح التعامل الرقمي عامة في الحياة أكثر شيوعًا من أي شيء آخر؛ لذا ليس بمستغرب أن تتطور العملات، ولكن بالتأكيد لن نستغني عن العملة الورقية، فمن الضروري أن تكون العملات منظمة من قبل البنوك سواء المحلية أو الدولية.

فرصة ذهبية
أحمد سلامة موظف بنك سابقًا: العملات الرقمية قد تكون فرصة ذهبية للاستثمار، ونجد أن الشباب من أكثر فئات المجتمع إقبالًا على العملات الرقمية، وقد يعود ذلك لانعدام الجهد وسلاسة الوقت، كما أن كثيرا من الذين خاضوا هذه التجربة الاستثمارية، قالوا: إنها مربحة وتجلب المال لا سيما إن كان المستثمر ملما وعلى دراية كافية بحيثيات الأمر ودهاليزه، وأرى أن العملة الرقمية مستقلة عن العملة الورقية ولا يمكن أن تحل إحداهما بديلا عن الأخرى، ولا أظن أنهما قد تُدمجان مستقبلًا؛ إذ إن ذلك في غاية الصعوبة.

تجربة ناجحة
أما الجوهرة العليان، مستثمرة العملات الرقمية فقالت: ولله الحمد، حققت تجربة ناجحة في استثمار العملات الرقمية، ولكن لا أنصح المستثمر بأن يغامر بكل أمواله، غير أنه يمكن ذلك من خلال مبلغ بسيط تستطيع أن تستثمره؛ بحيث لو خسرته لا تتأثر ميزانيتك، وغالباً الاستثمار طويل المدى هو الناجح.
واستطردت: مؤخرا وجدنا إقبالا كبيرا من فئة الشباب على العملات الرقمية، وذلك بسبب إيمانهم بالمستقبل وبتقنية “البلوكتشين ” التي تتكون من طرفين فقط( بائع ومشتري) حيث لا يوجد بينهما وسيط متحكم، وهي تقنية ‏تحفظ حقوق الكل وصعب جداً اختراقها.. ولا توجد أي مخاطر من استخدام العملات الرقمية؛ بل على العكس فهي آمنة تماماً، ولكن فيما يخص ” المضاربة” فلابد أن يكون الشخص متعلما ودارسا للشموع اليابانية، ولكيفية الربح بالمضاربة، وأكملت: أرى أن العملات الرقمية هي أصول رقمية، ولا علاقه لها بالنقود الورقية، ولن تكون يوما عنصرا بديلا لها.

تحرر اقتصادي
بدوره أوضح محمد البشيري المهتم بالعملة الرقمية أن العملات الرقمية تحاربها بعض الدول؛ خوفًا من أن تهز مكانة العملة الورقية لديها لاسيما إن كانت تملك عملة لها وزن وقيمة على مستوى العالم، وبعض الدول تؤيدها، وقد تشعر من خلالها بالتحرر الاقتصادي، بينما هناك دول قد تصدرها كعملات خاصة للحكومات فقط.
وللأسف بعض الجهات المشبوهة، التي تتاجر في محظورات لا يُسمح بها تتستر بالعملة الرقمية؛ كونها غير معروفة المصدر، وليس عليها رقيب، وقال البشيري: في العملات الرقمية قد يرتفع الدولار بشكل مفاجئ إلى سبعين ألف دولار ومن أسباب ذلك الارتفاع أن الجهات المشبوهة، قد تشتري مهما بلغ الرقم؛ إذ إن الهدف هو أن تكون عملتهم في مأمن من الرقابة.


المظلة الرقابية
المحامي والمستشار القانوني عبدالرحمن فؤاد بن محفوظ، أوضح أن نظام القضاء السعودي لا يوجد فيه نظام صريح يعاقب على مخالفة العملات الرقمية، لكن وزارة المالية حذرت من التعامل أو الاستثمار في العملات الافتراضية؛ حيث إنها لا تعد عملات أو أصولا معتمدة داخل المملكة؛ لكونها خارج نطاق المظلة الرقابية، فعلى الشخص المتضرر من سرقة أمواله الرجوع إلى المنصة التي تم التداول فيها، لكن في حال خسارته، فلا يوجد تعويض لذلك؛ لذا نحتاج إلى تكثيف التوعية في هذا الأمر.


فخ الوعود
بينما أوضحت المحامية والمحكم التجاري رباب المعبي بقولها : نبهت وحذرت اللجنة السعودية الدائمة المواطنين والمقيمين في المملكة من محاذير الاستثمار والتعامل بالعملات الرقمية الافتراضية؛ كونها لاتُعدُّ عملة معتمدة داخل المملكة، ولأنه لا يتم التداول بها من خلال أشخاص مرخص لهم في المملكة، إضافة إلى جانب شبهة استخدامها كوسيلة لتعاملات مالية غير مشروعة ومحظورة نظاماً لوجود عواقب سلبية مختلفة على المتعاملين ومخاطر عالية؛ كونها خارج نطاق المظلة الرقابية داخل السعودية.

وأضافت: يتم نصب فخ بالوعود بتحقيق مكاسب مالية والثراء السريع من خلال تقديم عروض ترويجية للاستثمار والادعاء بأن المنصة مرخصة من قبل الجهات الرسمية في المملكة، وهو غير صحيح، غير أنه يمكن أن يقع الضحية في جريمة غسل أموال من خلال التحويل المالي لجهات غير معروفة، وتكون من ضمن الجهات المحظورة؛ لذلك سوق العملات الرقمية غير المرخصة فيه مخاطر كبيرة عالية، ومن أبرزها أنه خارج المظلة الرقابية دخل المملكة العربية السعودية، إضافة إلى عواقب التعرض لخسائر كبيرة في رأس المال ولعمليات نصب واحتيال، وأكملت: وذلك بسبب محدودية المعلومات المتاحة للمستثمرين عن الاستثمار في تلك العملات وصعوبة فهم مخاطرها من قِبل المستثمرين الأفراد، إلى جانب مخاطر استثمارية مرتبطة بالتذبذب العالي في أسعار تلك العملات والضبابية حول طريقة تقييمها، كما يترتب عليها مخاطر تشغيلية ناتجة عن احتمالية الاختراق الإلكتروني. وعلى الراغبين بممارسة نشاط التداول عليه أن يتحرى المنصات المرخصة من السوق المالية السعودي؛ حيث توجد قائمة بالمنصات النظامية، التي تخضع للرقابة من الجهات الأمنية مع أهمية تقديم البلاغ عن الإعلانات الوهمية عن طريق الموقع الإلكتروني الرسمي لمؤسسة النقد العربي السعودي وهيئة السوق المالية؛ ليتم اتخاذ الإجراءات اللازمة مع الجهات ذات العلاقة وفقاً للاختصاص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *