شباب

«يارا جان» أصغر مساعد كابتن طيار

جدة – رانيا الوجيه

تمكَّنت المرأة السعودية من الولوج إلى مهنٍ كثيرة ظلت لعقود تحت هيمنة الرجال، لكن في السنوات الأخيرة اقتحمت النساء مهنة قيادة الطائرات، وفتحت لهن أبواب قمرة القيادة بعد أن كسبن جولات الرهان على جدارتهن في هذا المجال بدخولهن مهن الطيران؛ مضيفات أو موظفات بالمطارات وفي شركات الطيران، وتعد ” يارا جان” أحد الوجوه الشابة السعودية التي تمكنت من خلال إتاحة المجالات العديدة والجديدة لتمكين المرأة من تحقيق حلم طفولتها بقيادة الطائرة، وبذلك أصبحت أصغر مساعد لقائد طائرة.

 

وفي سؤال عن تخصصها العلمي قالت:
درست الطيران في الولايات المتحدة الأمريكية بولاية فلوريدا؛ وذلك في أكاديمية الطيران، وحصلت على جميع الرخص الخاصة بالطيران، ولدي عدة هوايات؛ أهمها التي أمارسها دائما وأعمل على تطويرها وهي هواية الكتابة، وأخطط في المستقبل القريب بإعداد كتاب.
وما دفعني للالتحاق بمجال الطيران، أن والدي يعمل في مجال الطيران ومنذ الطفوله وأنا أحلم أن أكون كابتن طيار؛ حيث كان والدي هو قدوتي. وكنت معروفة بين أهلي وأصدقائي بـ” يارا الطيارة” وقررت منذ طفولتي أنني عندما أكبر سأصبح كابتن طيار. كما تعلمت الطيران منذ أن كنت في المرحلة الإعدادية؛ حيث كان والدي يجلب لي كتب تعلم الطيران وكنت أستوعبها جيدًا.

 

وعن الصعوبات التي واجهتتها عندما قررت دخول عالم الطيران قالت:
في البداية، كانت هناك أمور تحبطني عندما كان يوجه لي سؤال.. بعد دراستك للطيران.. أين ستعملين بتخصصك ودراستك للطيران وماذا ستستفيدين من الرخصة بعد أخذها؟ ولكن في غمضة عين فتحت جميع المجالات للمرأة السعودية كنت على قدر التحدي. من جانب آخر، فإن مجال الطيران ليس مجرد مهنة؛ بل هو شغف وحلم كنت أسعى لتحقيقه وأشعر الآن بالرضى بما أنجزته، وبعد عودتي من أمريكا وجدت أن مجال الطيران أصبح متاحا لنا نحن الفتيات.
وفيما إذا كانت تتوقع أن تصل يوما ما إلى مساعد كابتن طيار قالت:
في الحقيقة نعم؛ حيث تعلمت من أبي وأمي أن أتناسى العوائق وأعمل بجهد حتى أصل إلى ما أصبو إليه.

وعن تقييمها لتجربتها في الطيران قالت:
تجربتي كانت مليئة بالشغف والمشاعر المختلطة جدا بين الفرح والحماس للمستقبل.

وعن دور الأسرة في تشجيعها للالتحاق بعالم الطيران قالت:
بعد توفيق ربنا سبحانه وتعالى، كان والداي أكبر داعمين لي، فلهما كل الامتنان، فضلا عن أخوتي جميعا الذين وقفوا معي ودعموني معنويا وماديا حتى تخرجت.
وحول أصعب المواقف التي تعرضت لها خلال دراستها قالت:
لا أستطيع تحديد مواقف صعبة مررت بها؛ كون مجال الطيران هو مجال جدي جدا؛ ومهما كان الموقف فإن على الطيار أن يبذل جهده من أجل سلامة الركاب؛ لأن سلامتهم خط أحمر.
ولكن أذكر من المواقف الصعبة التي واجهتني وأثرت بي بعد أن انتهيت من دراسة الطيران وعدت إلى المملكة، كنت متخوفة قليلا من فكرة أين سأعمل، وماهي الخطوة القادمة؟ ولكن، الحمدلله، مع الاهتمام بتمكين المرأة، فقد وجدت الدعم من زملائي في العمل، الذين اعتبروني أختا لهم حتى حققت ما أصبو إليه.


وفيما إذا كانت تعتقد أن مجال الطيران خاص بالرجل فقط.. قالت: بالفعل كان مجال قيادة الطائرات المدنية حكرا على الرجال فقط حتى فترة قريبة، ولكن بالتصميم والإصرار، فقد استطعت أن أتخرج وأحصل على رخصة الطيران، التي أضافت قوة أكثر لشخصيتي؛ كوني في مكان قيادي واستفدت وتعلمت أمورا عديدة؛ منها كيفية التعامل مع الآخرين والتعامل مع زملائي من جميع الجنسيات، وأيضا جعلني أعرف إلى ماذا أطمح في المستقبل؛ حيث إن مجال الطيران ليس بالتخصص السهل، ولكن كنت أردد دائما: إنني قادرة وسأصل إلى النجاح، وبالفعل استطعت مواجهة جميع العقبات والتغلب عليها، حتى عندما كنت أشعر بالإحباط، كان الجميع يشجعني.
وأرى أن الفرص متاحة للمجتهدين، والاجتهاد يعتبر أهم شرط يجب أن يتوفر في أي فتاة، فليس هناك فتاة تضع هدفا أمامها ولا تستطيع الوصول له، فنحن جميعا نحارب لتحقيق أهدافنا، وأقابل فتيات عديدات مهتمات بمجال الطيران، ولكن لايعرفن كيف يتم توجيههن؛ حيث إن هذا المجال غير متعارف عليه كثيرا في الأوساط النسائية، وبالتالي دائما يسألنني.. أين درست وكم مدة الدراسة، وبدوري أكون سعيدة جدا عندما أقدم لهن المساعدة، وتوجيههن نحو دراسة مجال الطيران.

وحول طموحاتها المستقبلية قالت:
طموحي ليس له حدود ودائما ما أنظر إلى المستقبل بتفاؤل وأتمنى أن أكون مثالا يحتذى به سواء من الأشخاص الأصغر مني سنا أو الأكبر، أو حتى من هن في جيلي ومثال للكفاح والاجتهاد، ودائما أفضل أن أظهر النقاط الإيجابية في جوانب حياتي. وأنا حاليا مساعد كابتن طيار وأطمح أن أكون أصغر كابتن طيار، وأن يكون لي شأن كبير في مجالي، ومازلت أعمل على تطوير ذاتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *