رياضة مقالات الكتاب

الاختيار… محمد إبراهيم كنو

(المَلْهَاة) مسرحية منظومة تصف معايبَ البشر في صور مضحكة، وللأسف الشديد ينطبق هذا الوصف على قضية اللاعب محمد كنو، ما بين ناديي الهلال والنصر، والسبب في ذلك أنه يحصل في زمن تُسيّر فيه لعبة كرة القدم قوانين واضحة، لا نرى من خلالها مثل هذه الأحداث عالمياً، وإن كان الكابتن أبو تريكة وصف الشوط الأول من لقاء الريال والسيتي بفيلم عربي رخيص، فأنا أصف مسلسل قضية كنو بأفلام المقاولات في التسعينات.

في السنوات الأخيرة أخذت مفاوضات اللاعبين حيزاً كبيراً من الاهتمام على مستوى العالم، ولعل موضوع هالاند هو أحدثها ، ولكن الواقع في تلك الحالات أن اللاعب فعلاً يبحث عن العرض المادي الأفضل، وهو عكس اللاعب الذي يريد الانضمام لناد معين؛ بسبب عشق أو تاريخ أو بطولات أو استقرار، أو أي أمور أخرى يبحث عنها، وهو الأمر الذي لم أستطع تحديده مع كنو؟
هل الكابتن محمد لم يكن يعرف ما يريده؟ فهو ليس بغريب عن الدوري السعودي، فهل كان يبحث عن المال فقط؟ وهل ما بعد مبلغ 20 مليونا تفرق أي زيادات في المبالغ؟ أم كان يريد الاستقرار وثقافة البطولات، التي حتما سيأتي معها المال الذي لا أعتقد أنه كان سيفرق كثيراً في حال انتقاله؟ هل كان محمد يعرف ما يريد، أم أنه سلم الجمل بما حمل لوكيله الذي لا أعتقد أنه يمتلك قوة وشطارة مينديز، أو الرحل رايولا ؟ ولماذا انتظر نادي الهلال ليصل إلى المرحلة التي أدخلته في المتاهات القانونية والمالية، التي حدثت؟ ففي رأيي أن أحد أهم أركان المفاوضات الناجحة أن تعرف متى تنسحب؛ حتى وإن كنت متمسكاً باللاعب، فليس كل من تمسكت به يريدك.

أما تعاطي اللجان المسؤولة، فلا أريد الدخول في النواحي القانونية؛ لأنني ذكرت في البداية أن حيثيات الأحداث تشابه الملهاة، ولربما نسمع أنه تم اكتشاف بصمة مجهولة على ورقة ملقاة على أحد الرفوف ذات علاقة بالموضوع، ولكن أن ننتظر حتى بداية إجازة رسمية لتعلن الحكم، فهذا نوع من الجبن أو الاهتزاز في رأيي الشخصي، وكأنك تعتقد أنه في ذلك الوقت لن ينتبه أي شخص للقرار!! وللعلم فهذه حركة نفسية تحدث في الشركات، في الحالات التي قد تسبب بلبلة مثل قيام الشركات بإيداع مكافأة نهاية العام بعد نهاية دوام الخميس لكي تهدأ أعصاب الموظفين، ويأتون بداية الأسبوع وقد نسوا كل شي (في اعتقادهم) وقد يكون الأمر منطقيا على الصعيد النفسي بعض الشيء ، ولكن في حالة موضوع الكابتن محمد كنو، فهو مضحك جداً.. ألم أقل لكم إنها ملهاة!!
@MohammedAAmri

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *