الدولية

وزير الداخلية اللبناني لـ البلاد : مشاركة الطائفة السنية في الانتخابات تقطع الطريق أمام المفسدين

البلاد – مها العواودة

أكد وزير الداخلية اللبناني القاضي بسام مولوي، أن التصويت في الانتخابات النيابية حق وواجب؛ ليرسم اللبنانيون غدًا معافى يخرج البلاد من أزماتها بفعل مشاركة أبنائها جميعاً، خصوصا الطائفة السنية التي تعتبر مشاركتها في الانتخابات النيابية بمثابة دفعة في الاتجاه الصحيح لإبعاد المفسدين عن السلطة، واختيار الأنسب والأصلح لقيادة لبنان في الفترة المقبلة.

وقال مولوي لـ”البلاد”: إن الاستنكاف أو التأخر عن ممارسة حق التصويت والانتخاب إنما يمعن في إغراق البلاد بالأزمات ويشكل مكافأة مقصودة للنهج الذي أفسد البلاد والعباد، في إشارة إلى قرار تيار المستقبل القاضي بعدم المشاركة في الانتخابات النيابية ما يمنح حزب الله فرصة القيادة مرة أخرى.
وتوجّه الوزير مولوي إلى الطائفة السنية بالقول: “أنتم من شارك بفعالية في تأسيس البلد وأرسى ميثاقها الوطني وأنتم الذين لم تشاركوا في الحرب الأهلية ولم تحملوا السلاح مدعوون اليوم بكثافة للمشاركة في إخراج لبنان من حرب من نوع آخر، هي حرب الفقر والحرمان والبطالة التي دخلت إلى بيوت اللبنانيين جميعاً. أنتم مدعوون إلى اختيار من ترونه حاضر القلب، نظيف الكف، ليكون خادماً للقوم لا سيّداً لهم، يعمل بأمانة على تمثيلكم في الندوة النيابية لإقرار ما يلزم من تشريعات وخطوات تخرج البلد من محنته”، مضيفاً: “أنتم مدعوون لتكونوا أوفياء لعروبتكم متمسكين بشرعية دولتكم، متضامنين مع ذوي الفضل من أشقائكم. أنتم مدعوون لاختيار القوي الأمين ولا تتأخروا عن أن تكونوا شهوداً للحق، مصداقاً لقوله تعالى: ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثمٌ قلبه”.

من جهته، يرى العميد الركن خالد حمادة، أن قرار تيار المستقبل برفض المشاركة في الانتخابات النيابية لم يكن صائباً، وأن مشاركة الطائفة السنية سينقذ البلاد من الدمار، لافتاً إلى أن عودة رئيس التيار إلى الحياة السياسية مرهون بالعودة عن قرار تعليق مشاركة حزبه في الانتخابات ودعوة الناخبين إلى المشاركة على الرغم من أنه غير مرشح فيها، مؤكدا لـ”البلاد” أن المرحلة ستتجاوزه إذا لم يقدم على هذه الخطوة وسيكون خارج العمل السياسي في لبنان.
واعتبر أن عودة رئيس تيار المستقبل للحياة السياسية مرهون أيضاً بإعادة قراءة كل مواقفه السابقة، خصوصاً التسويات مع حزب الله والتيار الوطني الحر، بالإضافة إلى صياغة خطاب سياسي ينسجم مع التحديات المطروحة على كل الجمهور السيادي في لبنان، وحاجة الطائفة السنية التي عانت في أيامه من الحرمان والخروج من الحياة السياسية بسبب الصفقات التي أبرمها مع حزب الله والتيار الوطني الحر.

وقال: إن قرار عدم مشاركة تيار المستقبل في الانتخابات شكل صدمة للطائفة السنية، ولكنه لم يكن مقنعاً لغالبية أبنائها، وهذا ما أظهرته المشاركة الكثيفة للطائفة السنية التي رأت أن هذا الانسحاب سيشكل المقدمة لإلغائهم وإخراجهم بشكل نهائي من دورهم الوطني، كما أنهم سيتحملون ثمن الإخفاقات السياسية لقياداتهم، فكان القرار بالمواجهة من خلال صناديق الاقتراع تعبيراً عن الرفض للطريقة التي تعاملت بها القيادات السابقة مع التحديات وتأكيداً على استعادة الدور الذي افتقدوه، لافتاً إلى الدور الكبير الذي لعبته دار الفتوى في التحفيز على المشاركة والتخفيف من تداعيات القرار.
وأوضح حمادة، أن الطائفة السنية في لبنان منذ العام 2000 موضع استهداف من قبل المحور الإيراني بسبب الدور الطليعي الذي لعبه الرئيس السابق رفيق الحريري كنموذج حداثي عابر للطوائف وقادر على قيادة البلاد ووضعها على تقاطع الاهتمام الدولي والإقليمي، مشيراً إلى أن اغتياله مثَّل الدليل القاطع على إصرار محور الشر على إخراج الاعتدال السني من المعادلة وإدخال لبنان والمنطقة العربية في الفوضى، وهذا ما يتم استنساخه يومياً في العراق واليمن وسوريا وما تعبر عنه الاستهدافات المتكررة للمملكة.

ولفت إلى أن الطائفة السنية في لبنان تتعرض إلى ما يمكن تسميته بالتطويق السياسي من خلال الاعتداء المستمر على موقع رئاسة الحكومة وصلاحيات رئيسها ومن خلال التهديد اليومي للأمن والاستقرار، ما أدى إلى انحسار دورها في قيادة البلاد وفي المشاركة الحقيقية بالحكم والقرار الوطني؛ حيث ولّد ذلك شعوراً بالإحباط لدى الطائفة السنية. وأضاف: “لا شك أن الشباب اللبناني المغترب، لا سيما في دول الخليج هم أكثر قدرة على التحرر من الإحباط الذي يعيشه بعض أبناء الطائفة السنية في لبنان، لا سيما أن الخطاب السياسي للمرشحين ليس على مستوى التحديات المطروحة ولكن نأمل أن يندفع اللبنانيون بشكل عام والسنة بشكل خاص للاقتداء بالمغتربين والمشاركة الكثيفة في الانتخابات وتحمل مسؤوليتهم الوطنية”.
إلى ذلك، تقدم حزب “القوات اللبنانية”، أمس، بشكوى جزائية ضد “حزب الله” بتهمة الشحن الطائفي والتجييش والترهيب قبيل الانتخابات النيابية. وقال الجهاز القانوني في عريضة الشكوى: إن الحزب أشاع جوا من “‏الشحن النفسي والطائفي والتجييش العدائي والتخويني سمّم جوّ الممارسة الديمقراطية”، وأطلق عبر أفراده وقياداته “حملات إعلامية وخطابية، تهدف إلى إحداث الفِتنة بين عناصر الأُمة، وزرع الإرهاب والخوف في نفوس المواطنين”. وتكثف مليشيات حزب الله الإرهابية ضغوطاتها وممارساتها الخارجة على القانون، لترهيب المعارضين أثناء الانتخابات النيابية، حيث شهدت الفترة الماضية، سلسلة تعديات تعرض لها مرشحو القوائم المنافسة للمليشيات في المناطق التي تسيطر عليها؛ كدائرة الجنوب الثالثة، وإطلاق النار على مرشحي دائرة الجنوب الثانية، ومنعهم تنظيم الفعاليات الانتخابية، بينما يستمر الحزب الإرهابي في ممارسة الضغوط غير القانونية، التي شملت الترهيب والعنف ونشر الأكاذيب والفبركات واعتماد الفتاوى الدينية المشبوهة، ضد منافسيه، الذين يمتلكون حظوظا مرتفعة، في محافظة بعلبك الهرمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *