جدة – البلاد
الثروة السمكية مكون أساسي في منظومة الأمن الغذائي في المملكة ، وتعد المنتجات البحرية مصدر غذاء صحي ومتنوع للسكان ، وعلى الجانب الاقتصادي يمثل نشاط الصيد استثمارا اقتصاديا ، وأرزاق عيش لآلاف الصيادين من المواطنين المرتبطين بمهنة الصيد وتجارته وبيع أدواته وكذا مشاريع المطاعم المتخصصة في المأكولات البحرية ، لذا يعد القطاع جزء من خارطة الاستثمار والناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الوطني. وتشرف وكالة الثروة السمكية بوزارة البيئة والمياه والزراعة،على جميع ما يتعلق بالصيادين، ووسائط الصيد ومرافئه.
حسب إحصائيات وكالة الوزارة للثروة السمكية تمتد المصايد على امتداد السواحل البحرية للمملكة بطول 2500 كم تقريبا على البحر الأحمر والخليج العربي ً، تنتج نحو 80 ألف طن من الأسماك ، ويبلغ إنتاج الخليج العربي 63 % من حجم الإنتاج ، فيما يشكل إنتاج البحر الأحمر 36% في العام.
ومن خلال انتشار 10 مراكز وفروع للثروة السمكية على امتداد سواحل المملكة، تعمل وكالة الوزارة على تقديم جميع الخدمات المرتبطة بقطاع المصايد البحرية التي تشمل منح رخص الصيد، ومراقبة أدوات ومعدات الصيد، وكذلك فرض المناطق المحظور بها الصيد، ومراقبة البيئة البحرية، وإجراءات أخرى كطلب القروض ، كما تشمل أعمال المصايد البحرية متابعة الإحصاء اليومي لعمليات الإنزال السمكي ورصد عدد رحلات الصيد.
الاستزراع رافد طموح
نشأ الاستزراع المائي في المملكة العربية السعودية قبل 35 عامًا في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، عندما اتخذت وزارة الزراعة والمياه في حينها قرار إدخال هذا المجال إلى المملكة ، وقد كانت أولى خطوات التعاون مع منظمة الأغذية والزراعة الدولية “الفاو” لإنشاء مركز المزارع السمكية بجدة (مركز أبحاث الثروة السمكية بجدة حاليًا) كما تسهم الجامعات في إجراء دراسات حول الاستزراع المائي ، منها جامعة الملك عبد العزيز بجدة، ممثلة بكلية علوم البحار ، وكذلك كان لمدينة الملك عبد العزيز دور كبير في نفس الفترة في إدخال وتطوير قطاع الاستزراع المائي في المياه العذبة في مناطق مثل الرياض، والخرج، والقصيم، والمنطقة الشرقية ومنطقة مكة المكرمة ، خاصة أسماك البلطي النيلي وإنتاج أنواع أخرى من الأسماك مثل أسماك الزينة والكافيار.
وتشير المؤثرات إلى أن السعودية ستكون الأولى عالمياً في “أفضل ممارسات الاستزراع المائي” وأصبحت واحدة من المصدِّرين الرئيسيين للروبيان الأبيض على مستوى العالم بطاقة إنتاجية تزيد على 21 ألف طن.
قروض وتقنيات
ويقدم صندوق التنمية الزراعية، قروضا تمويلية لمشاريع الاستزراع المائي، وهي مشاريع تربية الأسماك في حيز مغلق من جميع الجوانب يسمح بحركة مياه البحر من وإلى الأقفاص، أو مشاريع مفرخات الأسماك ، وتجاوز دعم الصندوق لقطاع الثروة السمكية بشكل عام أكثر من 11 ألف قرض، بقيمة بلغت نحو 2.4 مليار ريال، تنوعت بين مشاريع أسماك وبيض الكافيار والأسماك والروبيان وتربية الروبيان وقوارب الصيد وملحقاتها، وتربية الأسماك بنظام المسيجات.
ويرفع الصندوق قيمة القرض إلى 70 % للمشاريع التي تستخدم التقنيات الحديثة حيث يشمل الإقراض عددا من الأنشطة، وهي: الأقفاص العائمة، مفرخات الأسماك، استزراع الروبيان، نظام الأكوابونيك، تربية الأسماك في المياه الداخلية بالأنظمة المغلقة (إعادة تدوير المياه)، حيث يستفيد من تمويل الاستزراع المائي كلاً من المشاريع المتخصصة (الشركات)، المشاريع المتخصصة (الأفراد)، المشاريع المتخصصة (الجمعيات التعاونية).
موسم ومهرجان جازان
تشهد منطقة جازان مواسم عدة للصيد ومنها موسم ” الكنّة ” الذي يعد واحدًا من أشهر مواسم الصيد ، حيث يشهد وفرة في السمك وجودة في نوعيته ، ويجد إقبالًا من الصيادين المحترفين والهواة والمتنزهين ، فيما تعد أسماك الضيراك ” الكنعد ” من أشهر الأسماك وأكثرها توافرًا خلال موسم الكنة الذي يستمر حتى نهاية شهر يونيو .
وتتنوع مواسم صيد الأسماك في منطقة جازان التي تشتهر بإنتاج نحو 11 ألف طنًا متريًا من الأسماك سنويًا عبر مياهها الإقليمية الممتدة على البحر الأحمر المقدرة بأكثر من 250 كيلو مترًا من مركز الشقيق شمالًا وحتى مركز الموسم جنوبًا، إلى جانب جزر فرسان، وتشمل تلك المواسم، موسم صيد أسماك الناجل والطرادي ، وموسم صيد أسماك الباغة، وموسم صيد الروبيان، فيما يتم صيد أسماك البياض والشعور والهامور والعربي على مدار العام .
ويمارس 3200 صياد مهنة الصيد على امتداد سواحل منطقة جازان وجزر فرسان، مستفيدين من 17 مرفأ صيد منتشرة على امتداد سواحل منطقة جازان.
وسبق أن أطلق فرع وزاره البيئة والمياه والزراعة بمنطقة جازان مبادرة “لتوطين مهنة الصيد” حيث سلّم سمو أمير المنطقة قوارب صيد لعدد من صيادي الأسماك بالمنطقة دعمًا لتحقيق أهداف المبادرة. ويقوم كذلك مركز أبحاث الثروة السمكية بالإشراف على قطاع الصيد بالمنطقة وإصدار وتجديد الرخص وتنظيم استخدام وسائل الصيد . كما تشهد جازان مهرجان الحريد ، وهو مهرجان سياحي يقام في احتفالية سنوية في جزر فرسان، وهو عبارة عن تجمع لأسماك الحريد (الأسماك الببغائية) ، وتتنوع فعالياته الاحتفالية.
أسماء وروبيان الشرقية
تغذي المنطقة الشرقية أسواق المملكة بـ 70 ألف طن من الأسماك والروبيان سنوياً، وتضمّ سواحلها بطول يزيد عن 600 كيلو متراً على الخليج العربي ، أكثر من 130 صنفاً من الأسماك والروبيان وإنتاج المزارع السمكية التي تغذي أسواق المملكة وخارجها بأكثر من 70 ألف طن، حيث يعد ساحل الخليج العربي من أكثر البيئات البحرية الحاضنة للأسماك والروبيان، وذلك لما يمتاز به من دفء ونقاوة مياهه وغناه بالتنوع الغذائي.
وبحسب فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة ، تم تحديد نحو 50 صنفاً من الأسماك والروبيان المسموح بصيدها وفق إجراءات نظامية تراعي الوزن والحجم وموسم الصيد، وذلك من أجل الحفاظ على القيمة واستدامة المخزون الغذائي من الأسماك والروبيان والقشريات للأجيال.
وتضم المنطقة الشرقية ثلاث أسواق رئيسية لبيع الأسماك والروبيان بالجملة في كل من سوق السمك الرئيس في محافظة القطيف التي تعد من أكبر الأسواق في منطقة الشرق الأوسط، وسوق الأسماك في محافظة الجبيل، تليه سوق الأسماك في حاضرة الدمام، إضافة إلى أسواق بيع التجزئة في عدد من مدن المنطقة، وتقدر القيمة السوقية للأسماك والروبيان تقدر بقرابة 900 مليون ريال سنوياً ، كما تعد أسواق بيع الأسماك والروبيان بالمنطقة من أكبر أسواق المملكة المنتجة والمستوردة للأسماك والروبيان والمصدرة إلى مختلف مدن ومحافظات المملكة ودول الخليج العربي.
خيرات البحر بجدة
ارتبطت عروس البحر الأحمر جدة منذ القدم بثقافة البحر ، وسميت إحدى حاراتها القديمة بـ “حارة البحر” ، ويعدّ سوق السمك المركزي “البنقلة” نقطة التقاء تجار الأسماك منذ القِدم، واكتسب شهرة واسعة لدى زوار جدة التاريخية نتيجة المكانة البارزة التي يحملها على مر التاريخ، ولقربه من الأسواق الشعبية والميناء التجاري ، وما زال السوق خيارٍا مفضلا لشراءالمنتجات البحرية , حيث تصل مع أولى ساعات الصباح مراكب الصيادين إلى شاطئ البحر الأحمر تحمل الأصناف المتعددة من الأسماك والروبيان وغيرها من المأكولات البحرية.
ويعدّ السوق المركزي هو الأكبر من نوعه في المنطقة بمساحة تزيد عن 30 ألف متر مربع، ويُضخ فيه ما يقارب 2600 طن من المنتجات السمكية والبحرية المحلية والمستوردة شهرياً.