الدولية

روسيا توقف إطلاق النار بماريوبول

كييف – البلاد

اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الغرب بمحاولة تفتيت بلاده، مؤكدا أنه لن ينجح في ذلك، وأن روسيا صامدة رغم كل الضغوط الغربية التي تمارس عليها منذ ثلاثة أشهر عقب إطلاق العملية العسكرية الروسية على الأوراضي الأوكرانية.
وأكد بوتين عزمه المضي في مكافحة التطرف في إشارة إلى “القوميين الأوكران”، وقمع أي محاولات للتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، كما اتهم أطرافا أوروبية معروفة، بالوقوف وراء محاولات اغتيال الصحفيين في روسيا. وأضاف: “موسكو تعرف أسماء عملاء وكالة الاستخبارات الأميركية التي تتعاون مع الأجهزة الأمنية الأوكرانية”، متطرقا إلى مسألة اقليم دونباس شرق أوكرانيا، معتبرا أن الجرائم بحق السكان هناك لاسيما الموالين لروسيا بدأت قبل 8 سنوات، مشددا على أن بلاده ستقدم كل المساعدات للاجئين من تلك المنطقة، لافتا إلى أن 100 ألف لاجئ دخلوا حتى الآن من هذا الإقليم إلى الأراضي الروسية. ويعتبر الشرق الأوكراني ولاسيما إقليم دونباس مهما بالنسبة للروس، لأن السيطرة عليه ستسمح بتحرك القوات الروسية بسهولة بين تلك المناطق والجنوب، تحديدا شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، كما تهدف روسيا، بحسب بعض المراقبين والمسؤولين الأوكران على السواء، إلى تحقيق نصر في تلك المناطق الشرقية مثل لوغانسك ودونيتسك قبل التاسع من مايو المقبل.

وبعد بسط سيطرتها على مدينة ماريوبول، أعلنت روسيا نيّتها وقف الأعمال القتالية للسماح بإجلاء مدنيين عالقين مع جنود أوكرانيين في مجمع أزوفستال للصناعات المعدنية المحاصر في المدينة الواقعة جنوب شرق أوكرانيا. وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أمس، أن القوات الروسية ومقاتلين أوكرانيين موالين لموسكو يتعهّدون بـ”وقف إطلاق النار من جانب واحد وسحب الوحدات إلى مسافة آمنة”، مضيفة أن أي مدنيين محاصرين في هذا المصنع الضخم يمكن أن يغادروا في أي اتجاه يختارونه، بينما أعلن رئيس مركز إدارة الدفاع الروسي ميخائيل ميزينتسيف، استعداد الجيش لفتح ممر إنساني أمام المدنيين لمغادرة أراضي مصنع أزوفستال. وقال إن “الجيش الروسي على استعداد لفتح ممر إنساني مرة أخرى أمام المدنيين، في حال وجودهم”. وشكلت تلك المدينة المطلة على بحر آزوف، والتي كان يقطنها أكثر من 400 ألف شخص، هدفا مهماً للقوات الروسية، لاسيما أن السيطرة عليها ستمكنهم من الربط بين الشرق الأوكراني بشبه جزيرة القرم جنوب البلاد، التي ضمتها روسيا إلى أراضيها، عام 2014. من جهته، شدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، والدفاع لويد أوستن، على أن روسيا فشلت في تحقيق أي نصر، بل تكبدت خسائر جمة، معربين عن اعتقادهما بأن كييف ستصمد وتنتصر، فقد رأى بلينكن، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدفاع على الحدود البولندية الأوكرانية، عقب زيارة مهمة لكييف، التقى خلالها لثلاث ساعات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن روسيا فشلت وكييف ستنتصر، كما وصف القصف الروسي للمناطق في البلاد بالوحشي، معتبرا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أراد إخضاع أوكرانيا تماما، لكن ذلك لم يحدث ولن يحدث. إلى ذلك، أعلنت روسيا أنها قررت طرد 40 موظفا ألمانيا يعملون في أراضيها، واعتبرتهم شخصيات غير مرغوب فيها، في إجراء يأتي ردا على خطوة مماثلة اتخذتها برلين في وقت سابق، كما أكدت الخارجية الروسية في بيان لها أنها استدعت أمس سفير برلين لدى موسكو، غيزا أندرياس فون غاير، وأعربت له عن “احتجاجها الشديد على القرار غير الودي بشكل صارخ الذي اتخذته الحكومة الألمانية في الرابع من أبريل لإعلان 40 موظفا في المؤسسات الدبلوماسية الروسية في ألمانيا شخصيات غير مرغوب فيها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *