رغم تعدد مجالات التخصصات الدراسية ومشوار الخريجين الذين كافحوا خلاله من أجل الحصول على شهادات علمية ، ورغم وجود كفاءات علمية وخبرات حياتية وعملية في مختلف ميادين العمل ، إلا أن العمل العام لخدمة قطاعات تنموية عديدة ، يحتاج لجهود هؤلاء في مجالات تخصصاتهم من خلال عمل مؤسسي معتمد ومنظم ، على غرار الجمعيات الخيرية التي باتت اليوم ركيزة القطاع غير الربحي في خدمة المجتمع ، وتخضع للحوكمة وتحظى بالدعم الحكومي لتطوير دورها المجتمعي.
فإذا كانت الجمعيات الخيرية أو القطاع الثالث بشكل عام ، يشهد نموا في أعداد المتطوعين الذين يقومون على إدارتها وتحقيق رسالتها النبيلة في خدمة المجتمع ، فإنها لاتحتاج إلى متخصصين في هذا المجال ، بقدر ما يكون بذلهم للجهد والوقت ، وبروح وفكر التطوع الذي يسعدهم ، بغض النظر عن تخصصاتهم، وبينهم قامات اجتماعية وذوي تخصصات علمية وشباب وشابات على مختلف شهاداتهم، فالعنصر المشترك بينهم هو التطوع خيرا لتعزيز قدرات شرائح عديدة من غير القادرين وكذا في المجال الصحي الخيري ، وصولا إلى التطوع في مجال السلامة البيئية إلى آخر ذلك ، وإن كان للتخصصات الاجتماعية أهمية كبيرة في هذا المجال ، ويمكن الاستعانة بأعداد منهم لتكون الفائدة أمثل في دور هذه الجمعيات تجاه مجتمعها.
هذه الروح الجميلة للمشاركة ، أتمنى أن نراها في أكثر من مجال يقوم عليها متخصصون من خلال عمل مؤسسي ، يسهم في تعزيز قدرات وثقافة المجتمع تجاه طموحاتنا الوطنية والانجازات العظيمة في وطننا الغالي ، والمثال الأقرب في ذلك هو برنامج المحتوى المحلي بأهمية أهدافه في دعم وتشجيع المنتج الوطني، ليس فقط في المشتريات والمناقصات الحكومية ، بل أيضا في السوق المحلية إجمالا ، وتعزيز الثقة في منتجاتنا الوطنية والاقبال عليها ، لتسهم مصانعنا بنسبة أكبر في الاقتصاد العام والوظائف لأبنائنا وبناتنا ، وزيادة الصادرات تحت مظلة “صنع في السعودية” ، وهكذا يكون في القطاع الزراعي وغيره.
الخلاصة ، نحن بجاحه الى التكاتف والاهتمام من المتخصصين في مجالات عديدة ، وكسب الكفاءات العملية سواء من هم على رأس العمل أو المتقاعدين ، وطرح أفكار وابتكارات وتأكيد نجاحها بالتسجيل لبراءات الاختراع، وتشجيعها من القطاع الخاص ، فتوتير وفيسبوك كانت بدايتها أفكار أفراد.