سكاكا ـ البلاد
كثيرا ما يسمع أبناء منطقة الجوف وزوارها كلمة الـ (الشبه بعد التراويح) أو بعد العصر وحتى بعد الظهر، وللتعرف أكثر على هذه المقولة كان لا بد من زيارة أحد الشبات الموجودة بمدينة سكاكا.
المواطن محمود الزياد أحد أبناء منطقة الجوف وممن يشتهرون بشبته اليومية” إن هذه العادة من عادات الكرم والضيافة، التي عرفت عن أهالي المنطقة، حيث يقوم أحد الأهالي بفتح باب مجلسه واستقبال ضيوفه يومياً، في وقت يحدده سواء بعد الفجر أو الضحى أو العصر أو بعد العشاء، ويعرف بها عند أبناء المنطقة جميعاً يقدم فيها التمر والقهوة السعودية واللبن أو حليب الإبل، ولا تخلو بعضها من بعض المأكولات كالبكيلة وخبز المصلي أو الفاكهة. وبين الزياد أن الضيوف أو مرتادي الشبة يتبادلون الأحاديث والمعلومات القيمة سواء كانت دينية أو ثقافية أو حتى مجتمعية، وربما يكون أحد الضيوف شاعراً أو راوياً يتحفهم بما يكتنزه من قصة أو قصيدة، وربما يستمر في ” الشبة ” الوقت حتى منتصف الليل، وهي عادة قديمة في رمضان حيث الوقت المفضل في شهر الخير.
يُذكر أن الشبة سابقاً كانت تقام في ” القهوة ” وهي مجلس أُطلق عليه هذا الاسم، يقوم صاحبها بإعداد القهوة السعودية أمام ضيوفه، ويقدم لهم معها التمر والشاهي، وربما الإفطار إن كانت بعد صلاة الفجر، حتى البعض تلونت قهوته بالسواد من زيادة إشعال النار لإعداد القهوة، أما في وقتنا الحالي فقد تكون الشبة إما بالقهوة أو في حوش المنزل عبر جلسات تهيأ لهذا الغرض.