تساؤلات نحسبها جديرة بأن تكون محل نقاش مستفيض، طرحها طبيب استشاري متخصص، بشأن أعداد خريجي كليات الطب في المملكة.
يرى الطبيب أن جامعات المملكة تخرّج ما يفوق 7 آلاف طبيبٍ وطبيبةٍ كل عام.. وأن عدد الكليات قرابة 40 كليةَ طبٍ.. في حين أن أعداد من يدخلون الاختبارات التي تعقدها هيئة التخصصات الصحية www.scfhs.org.sa أكبر من هذا الرقم، وذلك بالنظر إلى وجود أطباء وطبيبات تخرجوا في أعوام سابقة.. ويشير إلى أن عدد المقاعد التي تتيحها هيئة التخصصات الصحية لبرامج البورد الوطني وصل (حتى يناير 2022) قرابة 3500 مقعدٍ.. ومقارنةً بعددِ من يتخرجون في دول أخرى، يتساءل الطبيب: هل هذه الأعداد مدروسة؟
ومع استمرار ضخ خريجين من الأطباء بأعداد كبيرةٍ يتساءل الطبيبُ عن وجود وظائف كافية في المستقبل لأعداد الأطباء والطبيبات الذين سيتم تخرجهم سنوياً، مع ما يمكن أن يلوح في الأفق من مخاوف تتصل بجودة المُخرَجات وضعف برامج التدريب.. ودون أن يقلل من جودة مستوى الخريجين أو قوة برامج التدريب، فإنه يضيء مصباحَ تحذيرٍ لكي نُعد العُدة للمقبل من الأيام ونستعد لذلك، قبل أن نجد أنفسنا إزاء معضلة تزداد تعقداً كل يوم..
ويبدو أنَّ هناك مؤشراتٍ متزايدةً باتتْ ماثلة اليوم؛ يجسِدُها عددُ أطباء وطبيبات الأسنان الذين صرنا نراهم اليوم يعملون في شركات أدوية عالمية أو شركاتٍ تبيعُ مستلزماتٍ طبية ولم يتمكنوا من ممارسة تخصصهم في طب وجراحة الفم والأسنان لسبب يذكره كثير منهم وهو عدم حصولهم على وظائف أو اشتراط بعضهم وظائف معينة.. دون إغفال أن مراكز طب الأسنان في القطاع الخاص تكاد تمتلئ بأطباء وطبيبات غير مواطنين.. وهنا يرتفع سؤال مهم: أين الخلل؟ بين سبعة آلاف طبيب وطبيبة أسنان من أبناء وبنات الوطن لم يجدوا فرص عمل، ووجود أعداد كبيرة من الأطباء غير المواطنين في مراكز طب الأسنان الأهلية..!!
إن على المُخطِط أن يقف بجدية أمام وضع محيّر يتمثل في مراكز أسنان بات عددها ينافس عدد البقالات جُلُ من فيها أطباءُ وافدون وفي المقابل أبناء وبنات الوطن لا يجدون فيها فرصة عمل..!! هل الأجور متدنية؟ هل ساعات العمل فيها طويلة؟ هل بيئات العمل طاردة؟ هل هناك أنظمة؟ وهل تطبق الأنظمة بحزم؟ أم نحتاج إلى مزيد من الأنظمة؟..تساؤلات تطرح نفسها بقوة لإيجاد علاج ناجع يكفل فرصاً وظيفيةً مناسبةً لهؤلاء الخريجين أبناء وبنات الوطن . (أم أن عازف الحي لا يُطرب)؟.
ogaily_wass@