وأنا أتصفح أحد المواقع وجدت قصيدة من الشعر الشعبي يقول فيها الشاعر: ما هو لازم تعلّمني عن اخبارك بعد فرقاي
يكفّيني اعرف اني عطيت اكثر من اللازم.
هذه الابيات جعلتني اتساءل لماذا نحن في مواقف كثيرة نلزم أنفسنا ونكلفها ما لا تطيق، من مواقف أو علاقات يمكن الاستغناء عنها أو التخفيف منها.
إن من معاني الحرية التحرر من “اللوازم” والمقصود هو التحرر من الاستخدام السيء لها ، ومن ذلك ما يدفعنا له احتياجنا الشديد أن تكون صورتنا أمام الاخرين كاملة، أو أن نكون محبوبين، وهذا يجعلنا نعيش في رعب نفسي، لاننا نلزم أنفسنا بالمستحيل الذي لم يكن حتى للأنبياء والرسل. مما نلزم به أنفسنا أن يكون لنا مكانة اجتماعية ويحترمنا الكل ، وفي الحقيقة أن اغلب الناس المحترمين لا أحد ينظر لهم ، فالكثير مشغول بالتوافه والفضائح. من اللوازم المرهقة لنا ومن حولنا ، الزام الاخرين أن يكونوا معنا ويساندونا ويبادروا بحل مشكلتنا، أو يتفقوا معنا دائما فيما نتصوره. ذكر أن من قوانين السطوة: لا تلزم نفسك بالانحياز لأحد فالأغبياء وحدهم من يشرعون في ذلك ،حفاظك على استقلالك يجعلك تتسيد الآخرين.
فاصلة :
نحن نحتاج إلى الرفق بأنفسنا وتقبلها ، وعدم الزامها بما يقيدها ويثقل سيرها في الحياة وهي في سعة من الدنيا، وليس معنى ذلك عدم المبالاة بل عدم المبالغة.. يقال: توقفتُ عن الاهتمام بأيِّ شيء فتلاشت كلُّ المشاكل.
Faheid2007@hotmail.com