بروكسل – البلاد
بينما لوحت موسكو بالانتقام من الدول الغربية إثر طرد عدة دول أوروبية أكثر من 120 دبلوماسيا روسياً، أبدى حلف شمال الأطلسي قلقه حيال الأزمة الأوكرانية التي دخلت يومها الـ41، على وقع تبادل الاتهامات بين موسكو وكييف بارتكاب جرائم حرب، معتبرا أن هناك قرائن عدة تؤكد مسؤولية روسيا عن جرائم ضد الإنسانية ارتكبت، إذ أكد أمين عام الناتو، ينس ستولتنبرغ، أن الأزمة الأوكرانية تقلق الحلف، معتبراً أن تداعياتها عالمية. وقال في مؤتمر صحافي من بروكسل، أمس (الثلاثاء)، إن ما يحدث على الأراضي الأوكرانية أمر وحشي ومأساة لم نشهدها منذ الحرب العالمية الثانية، معتبراً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يتحمل مسؤولية الحرب والفظائع الجارية، مرجحا حصول توغل روسي شرقاً، قائلاً إن القوات الروسية تعيد الانتشار تمهيدا لاحتلال منطقة دونباس وربطها بشبه جزيرة القرم. وشدد ستولتنبرغ على أن الحلف سيوفر مساعدات خاصة بالأمن السيبراني لأوكرانيا لحمايتها من أي تهديد كيميائي، مضيفا أن مضادات الدروع والمضادات الجوية الأطلسية أثبتت جدواها ضد العناد الروسي، مؤكدا مساعدة شركاء الناتو في تعزيز صمودهم ومنع أي عدوان مستقبلي عليهم، إلا أنه أوضح أن دول الحلف قاطبة ترفض ارسال قوات إلى الأراضي الأوكرانية. واعتبر الكرملين أمس أن طرد دبلوماسيي روسيا ينم عن “ضيق بصيرة” أوروبية. وقال ديمتري بيسكوف الناطق باسم الكرملين في تصريحات إعلامية “إن الحدّ من فرص التواصل على الصعيد الدبلوماسي في هذه الظروف الصعبة ينمّ عن ضيق بصيرة، ومن شأنه أن يعقّد أكثر العلاقات بعد بين روسيا والاتحاد الأوروبي”.
ووسط تأكيدات روسية باستئناف المفاوضات مع الجانب الأوكراني بشكل مكثف عبر الإنترنت، بعد توقفها منذ يوم الجمعة الماضي، بحسب ما أفادت وكالة إنترفاكس، جدد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي التأكيد على أهمية الضمانات الأمنية. وقال أمس، وفقا للتلفزيون الرسمي: “روسيا قد تشن عملية عسكرية أخرى خلال عامين ولهذا نحتاج لضمانات أمنية”. أما عن محادثة الروس رغم اتهامات كييف لموسكو بارتكاب مجازر في بلدة بوتشا، فأوضح أنه “لا خيار في الوقت الحالي غير مواصلة التفاوض مع روسيا”، مضيفا أنه من الممكن أن لا يكون هناك لقاء بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. إلا أنه شدد على ضرورة أن تخوض بلاده المفاوضات من موقف قوي، قائلا: “سننتصر إذا حافظنا على سيادتنا وعادت الأوضاع إلى ما قبل الغزو الروسي”.
من جهته، وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه “مجرم حرب”، وقال إنه سيدعو إلى عقد محاكمة مختصة بجرائم الحرب، مع تصاعد الغضب العالمي بسبب مقتل مدنيين في بلدة بوتشا الأوكرانية. وقال بايدن “علينا أن نجمع المعلومات. علينا أن نواصل تزويد أوكرانيا بالأسلحة التي تحتاجها لمواصلة القتال. وعلينا الحصول على كل التفاصيل حتى تكون هذه محاكمة فعلية تتعلق بجرائم الحرب”. إلى ذلك، أعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشوك أمس أن سبعة ممرات إنسانية ستفتح تتضمن مدينتي ماريوبول الساحلية وبيرديانسك التي تسيطر عليها روسيا. وأضافت أن سكان ماريوبول وبيرديانسك سيمكنهم المغادرة إلى زابوريجيا بوسائل النقل الخاصة بهم، كما سيتم فتح ممرات إنسانية من مدينة توكماك في منطقة زابوريجيا ومدن سيفيرودونتسك وليسيتشانك وبوباسنا وهيرسك في منطقة لوغانسك.