اجتماعية مقالات الكتاب

تموينات الخير في شهر الخير

الأفكار الإبداعية ليست حكراً على مجال أو نشاط معيّن، وهي تغني عن بذل الكثير من الجهد والمال وتحقق الأهداف بأسهل وأقصر الطرق وتحفز لخلق أفكار إبداعية أخرى، خاصة إذا كانت في أعمال تطوعية هدفها خدمة المصلحة العامة.

جمعية مركز الحسي الخيرية بمحافظة أملج نفذت فكرة إبداعية جميلة أعتبرها خرجت عن المألوف ، عندما أنشأت محل تموينات متكاملا داخل مبنى الجمعية يقصده مستفيدو الجمعية الذين يتجاوز عددهم ١٢٩ أسرة، والجميل أن المستفيد يأخذ ما يفضله ويرغبه من المنتجات المُوفرة من أجود الأنواع وهذا عكس السائد الذي نشاهده في السلال الرمضانية التي توزعها الجمعيات الخيرية على مستفيديها والتي في أغلبها للأسف أن مكوناتها منتجات لا يرغبها الناس، هذه الفكرة التي نفذتها جمعية الحسي كان لها أصداء ورضا كبير من المستفيدين والمجتمع، حيث جعلت المستفيد يتسوق من التموينات كأنه يتسوق من أي محل تموينات عام وتركت له حرية اختيار ما يناسبه وفق خطط مدروسة وضعتها الجمعية لكل مستفيد، والأجمل أن من يقوم على خدمة المستفيدين داخل محل التموينات هم فريق تطوعي تابع للجمعية، مثل هذه الأفكار لها الكثير من الانعكاسات الإيجابية على الفرد والمجتمع وتحفظ للمستفيد كرامته وتجعله صاحب قرار في اختيار ما يأكل ويشرب، وهذا يتطلب إعادة النظر في آليه تكوين السلال الغذائية الرمضانية التي تنفق عليها سنويا ملايين الريالات.

جمعية الحسي سنت سنة حسنة وأصبحت قدوة رائعة بتنفيذها لهذه الفكرة وهي تجربة نوعية تستحق أن تطبق في جميع الجمعيات الخيرية المنتشرة في مدن مملكتنا الغالية ، واتمنى من وزارة الموارد البشرية أن تتبنى مثل هذه الأفكار وتحفز وتدعمها بحكم أنها المشرفة على الجمعيات الخيرية، شكراً من القلب لجمعية الحسي رئيساً وأعضاء وعاملين ومتطوعين، وشكراً كبيراً للداعمين والمحفزين، سائلاً الله لكم التوفيق والنجاح وأن تكون هذه الأعمال في موازين حسناتكم، وكل عام والجميع بخير وشهركم مبارك .

naifalbrgani@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *