كِبَر السن ليس عيباً، وليس منقصة في حق صاحبه.. بل هو نتاج تجارب السنين.. وهو حقيقة ثابتة في مسار حياة كلِ رجلٍ وكلِ امرأةٍ، بل في حياة كل كائن حي.. من لم يبلغه اليوم فمؤكد أنه سيصل إليه غداً.
وعندما يكون الحديث عن صحة وجودة حياة كبار السن فالعبرة بما يتم فعلياً قبل ما يقال على سبيل إطلاق وعود قد لا يتم تنفيذها.. وإن نفذت فيكون التنفيذ متواضعاً.. وفي هذا السبيل فقد سجلت منطقة القصيم نهاية الأسبوع الماضي تفوقاً لافتاً يصب في خدمة وصحة وجودة حياة كبار السن في تلكم المنطقة..
فمبادرة الجيل الذهبي لرعاية كبار السن بدأت فعلياً في 22 مركزاً للرعاية الصحية، واستفاد منها حتى يوم إطلاقها 1500 من كبار السن في القصيم.. وهدفت المبادرة إلى الاكتشاف المبكر للمشاكل الصحية الجسدية والعقلية والنفسية لكبار السن.. والتدخّل المُبكِر للحد من خطر إصابة كبار السن بالأمراض، أو العجز أو الوفيات، وكذا تحسين جودة حياتهم.. كما تسعى المبادرة إلى إنشاء قاعدة بيانات لكبار السن بالمنطقة ومتابعتهم من خلال برامج صحية.. أما الفئة المستهدفة فمن 60 عاماً فأكثر رجالاً ونساءً، حيث تبدأ رحلة الواحد منهم ومنهن بزيارة عيادة الجيل الذهبي داخل المراكز الصحية ليتم تقييم شامل يشمل: فحص دم، فحص هشاشة العظام، الكشف المبكر عن سرطان القولون، البروستات، الثدي، يتقرر بعده الاجراء المناسب إما متابعة دورية أو تحويل مباشر للعلاج في المستشفى حيث يتم حجز مباشر في العبادات الاستشارية.. ولا تنتهي الرحلة هنا بل تتم متابعة الحالات وتثقيفها ومتابعتها مع المدرب الصحي للوصول لنظام صحي وإرشاد للخطة العلاجية وفهمها والتوعية بطريقة أخذ الأدوية والتعارضات الدوائية حيث تشرح لكبير السن أو لمرافقه.. وتستمر الرحلة الصحية لكبير مع فريق المتابعة الهاتفية بعد التحويل للمستشفى لضمان أن يعود كبير السن إلى عيادة الجيل الذهبي بعد الانتهاء من المستشفى للمتابعة الدورية وصرف الادوية. وأخيراً يجري قياس الأثر بعمل ما يسمى (داش بورد) خاص بمتابعة الاحصائيات والمؤشرات وعدد المراجعين اليومي والاجراء المتخذ سواء الاحالة او المتابعة.
وفي القصيم أيضاً أُطلِق نادي كبار السن الذي تقوم عليه جمعية واحة الوفاء لمساندة كبار السن بعنيزة.. هذه المدينة التي يخطط لها محبوها لكي تكون وجهة للسياحة العلاجية تضم منتجعات الغضا للصحة والنقاهة..
“نادي كبار السن” الذي أطلق في عنيزة سيكون وفق رئيس “جمعية الوفاء لمساندة كبار السن” عبدالرحمن علي القرعاوي نواةً لمدينة على مساحة 100 ألف متر مربع ستضم كل الخدمات التي يحتاجها كبار السن.. بقي أن نقول إننا في زمن المشروعات الكبرى، وعهد طموحات تعانق السماء، ورؤية عالية الفضاء، رفيعة الانتماء، تمضي في الأداء، ولا تقبل الالتفات للوراء.
يقول الشاعر محمد الخنيني:
كبيرُ السِنِ نُـكرِمُـهُ فـيـبقى
ومـا مثلُ الـعـنـايـةِ بالكبيرِ
قضى زهرَ الشبيبةِ في كفاحٍ
وحُقَ لـهُ التـمتـعُ دونَ ضيرِ
ogaily_wass@
