الدولية

مفاوضات إيجابية واستجابة أوكرانية لمطالب روسيا

موسكو – البلاد

اتخذت المفاوضات الروسية – الأوكرانية منحى إيجابيا على عكس ما كانت عليه في الأيام الماضية، إذ قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن المؤشرات الواردة من محادثات السلام مع روسيا يمكن وصفها بأنها إيجابية، لكنه أضاف أنها لم توقف انفجارات القذائف الروسية، بينما أكد رئيس الوفد الروسي المفاوض، أمس (الأربعاء)، مواصلة المحادثات مع أوكرانيا، مشيرا إلى أن “كييف أبدت استعدادها للاستجابة إلى لمطالب موسكو الأساسية”.
وجدد زيلينسكي القول إن نجاح أي اتفاق سلام يتطلب مغادرة القوات الروسية، وإنه لن تكون هناك مساومة حول سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها. كما دعا إلى عقوبات أكثر صرامة ضد روسيا، فيما قال رئيس الوفد الروسي إنه “إذا التزمت أوكرانيا بتعهداتها، فإن خطر وجود حلف شمال الأطلسي هناك سيتم تحييده”، مشددا على أن “موقف روسيا لم يتغير من القرم ودونباس”.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن رئيس الوفد الروسي المفاوض سيقدم تقييما للمحادثات مع أوكرانيا، مقللا من شأن نتائج جولة المحادثات الروسية، ومؤكدا في الوقت ذاته أن شبه جزيرة القرم جزء من روسيا. وأضاف الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين: “في الوقت الراهن، لا يمكننا الإشارة إلى أي نتائج واعدة جدا أو تقدم من أي نوع. هناك الكثير من العمل لإنجازه”. ودخلت الحرب الروسية في أوكرانيا يومها الخامس والثلاثين مخلفة دمارا كبيرا بالمدن الأوكرانية جراء القصف الروسي، إضافة إلى سقوط مئات القتلى والجرحى، وتشريد الآلاف من الأوكرانيين. وطال قصف روسي مبنى للصليب الأحمر في مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة في جنوب أوكرانيا، حسبما أعلنت كييف، أمس، حيث حذر مسؤولون من كارثة إنسانية وشيكة. وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن القوات الروسية تركز جهودها على محاصرة القوات الأوكرانية شرق البلاد، فيما أكدت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، أن الروس كثفوا أنشطتهم حول بلدة إيزيوم الواقعة إلى الجنوب من خاركيف، بعد إعادة انتشار بعض الوحدات من مناطق أخرى.

من جهتها، تدرس الدول الأوروبية التي تهدف إلى تشديد العقوبات على روسيا استهداف المزيد من البنوك، وتوسيع الشبكة لتشمل المزيد من أفراد عوائل رجال الأعمال الروس البارزين، وتشديد القيود على استخدام العملات المشفرة للتهرب من القيود المالية في الأيام المقبلة، كجزء من حزمة جديدة من الإجراءات التي تهدف إلى تصعيد الضغط الغربي على الاقتصاد الروسي وفقًا لدبلوماسيين ومسؤولين مطلعين على المناقشات أبلغوا صحيفة “وول ستريت” الأمرسكية. وتأتي هذه الجهود في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لتشكيل فرق عمل مشتركة تهدف إلى ضمان إمكانية التنفيذ الفعال للعقوبات المعلنة بالفعل على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا. وتشمل الجهود عبر الأطلسي العمل للضغط على دول ثالثة تسمح للأشخاص والشركات الروسية لنقل الأصول الموجودة خارج روسيا للتهرب من نطاق العقوبات الغربية. ومن بين الإجراءات التي يناقشها مسؤولو الاتحاد الأوروبي كيفية نشر القائمة السوداء لمكافحة غسيل الأموال الخاصة بالاتحاد ضد الدول التي يتبين أنها تساعد في الالتفاف على العقوبات الغربية، كما تشمل تلك المناقشات ما إذا كان سيتم وضع روسيا على القائمة السوداء للاتحاد الأوروبي على الرغم من أن المسؤولين يقولون إنه لا يوجد قرار وشيك بشأن ذلك.
ومن المتوقع تقديم اقتراح بشأن العقوبات الجديدة الأسبوع المقبل من المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي. وسيحتاج الاقتراح بعد ذلك إلى الموافقة عليه من قبل جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *