اجتماعية مقالات الكتاب

أحوال جدة وسرعة الإنجاز

قبل ثلاثة أيام كنت في زيارة، في موضوع يهمني شخصيا، مما اضطرني لمراجعة إدارة الأحوال المدنية بجدة، المقر الرئيس بشارع الأمير متعب بن عبدالعزيز، ومن طبيعتي إنني لا أرغب كثرة المراجعات، إلاَّ في موضوع يمثل الأهمية القصوى، وفي أثناء طريقي كنت أضرب أخماسا في أسداس، في كيفية الحصول على تلبية طلبي، متى ما كان في إطار النظام المتبع، وهي صفة لازمتني منذ الصغر،

ولا أسمح لنفسى أن أكون سببا في ازعاج مسؤول أو أطلب تسهيلات وتعاملا خاصا فيما أقصده، التزاما بالتعليمات والحرص على وقت الموظف والمراجع في آن واحد، ومن ضمن الخواطر التي سيطرت على تفكيري، إنني سأمضي بضعة أسابيع إن لم تكن شهورا، حتى أتمكن من انهاء إجراءات ما كنت أصبو إليه، لكنني وللأمانة فوجئت بما لم يكن في الحسابان، ولم يكن في البال ولا على الخاطر، في أكثر التقديرات تفاؤلاً، بدءاً ببوابة الأمن، وذلك الشاب الذي قابلني بأدب جم، ليتأكد من الاجراء الأمني المتبع أثناء الدخول، ومن ثم موظف الاستقبال لأشرح له الطلب، الذي حضرت من أجله، أشار إليَّ بمراجعة أحد القيادات المسؤولة بهذه الإدارة، مما اضفى لي شيئا من الاطمئنان والارتياح الشخصي، وبعد وصولي لمكتبه طمأنني بأن الموضوع يحتاج لبعض الوقت، وفق الإجراءات الرسمية المتبعة، ووجهني لمراجعة الموظف المختص، وفق دوري مع بقية المراجعين، اللاّفت في الأمر والذي زادني إعجابا، بتلك الشخصية القيادية، وما يمتاز به من دماثة الأخلاق، والهدوء التام وابتسامة على محياه، بتعامل ودقة في إعطاء المعلومة، في الوقت الذي تواجد في مكتبه أكثر من أربعة مراجعين، خلال الخمس الدقائق التي مكثتها في مكتبه، كان تعامله الحضاري ينبع من مسؤوليته، والأمانة الوظيفية والقيادية في خدمة المراجعين، وأنا ألمح في وجهه وأتساءل : هل يعرف أحد من أولئك المتواجدين في مكتبه؟ وأنا من ضمن أولئك، بالطبع لم يعرف أحد وإنما أدبيات الرقي واحترام المراجعين جميعا على السواء، شكرته متجها للموظف المختص لاستكمال ما هو مطلوب مني، مؤكدا لي بأن موضوعي سيكون جاهزا في أقل من أسبوع، شكرا لإدارة الأحوال المدنية بجدة، على سرعة الإنجاز ورقي التعامل، وشكرا لكل من يحذو هذا الأسلوب، بحسب بديهيات وواجبات الإدارات، التي تهتم بتقديم ارقى الخدمات لمراجعيها، ورسالة الاعلام ننقلها بصدق، عندما نجد ما يُعزِّز توجيهات قيادتنا السعودية، وهي مدرسة سلمان بن عبدالعزيز الأب القائد، والإداري المحنك، منذ أن كان أميرا لعاصمة البلاد الرياض، وهي نموذج لتطبيق رؤية المملكة 2030، يقودها بفن وهمَّة امير الشباب، سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، حفظ الله الجميع ، وكل عام والمملكة وقيادتها، ومواطنيها والمقيمين على أرضها، والزوار والمعتمرين، بألف خير وأمن وأمان وسلام.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *