الإقتصاد

السعودية تحتضن نظاما عالميا لريادة الأعمال

جدة – البلاد

بآفاق ومدارات عالمية ممتدة، تسجل المملكة حضورا اقتصاديا نشطا وفاعلا ، ضمن دورها متزايد التأثير على كافة الأصعدة، حيث تجمع في رحابها صفوة الخبراء والخبرات العالمية والتجارب المتقدمة والناشئة ، في طموح يسابق الزمن في إنجاز مستهدفات رؤية 2030 ببصمات رائدة.
وبعد غد الأحد، وتحت رعاية سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية – حفظه الله – تحتضن الرياض المؤتمر العالمي لريادة الأعمال ، لمناقشة أفضل الممارسات لبناء نظام عالمي موحد لريادة الأعمال.
انعقاد المؤتمر برعايته الكريمة ، والحضور رفيع المستوى من المسؤولين وأصحاب الخبرات من 180 دولة ، يحمل دلالات كبيرة لأهمية المكان (السعودية) ولجدول الأعمال حول تحديات وطموحات مستقبل ريادة الأعمال ، وقد سجلت المملكة نموذجا متقدما ومتكاملا في منطلقات النجاح لهذا القطاع ، وتؤصل خطواته الواعدة للأجيال من رواد ورائدات الأعمال ، وتعظيم دور هذا القطاع الحيوي في أكبر وأقوى اقتصاد عربي ، وعضو بارز في مجموعة العشرين الأكبر اقتصادا في العالم تمثل فيه ريادة الأعمال أحد ركائز الاستدامة.

الحضور وجدول الأعمال
ينطلق المؤتمر الذي تنظمه الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت” ، من 27 إلى 30 مارس الحالي، بالتعاون مع الشبكة العالمية لريادة الأعمال ، تحت شعار “نعيد نبتكر نجدد “، بمشاركة بمشاركة عشرات الوزراء من أنحاء العالم، ونحو 150 متحدثا من قادة الشركات الدولية واقتصاديين وصناع القرار وصانعي السياسات والخبراء الإستراتيجيين والباحثين والريادين والاقتصاديين من مختلف أنحاء العالم.
ومن الشخصيات القيادية السعودية المتحدثة والمشاركة في المؤتمر، سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة، ووزير الاستثمار خالد الفالح، ووزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله السواحة.
ويشارك في المؤتمر عدد من الرؤساء التنفيذيين، ومنهم الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة الشركة السعودية للاستثمار الجريء الدكتور نبيل كوشك، والمديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نجوزي أوكونجو إيويالا، والمدير التنفيذي على كرسي الإشراف بفيسبوك في الدنمارك هيلي تورنينج ، وكوكبة كبيرة من رؤساء الشركات في المملكة والعالم.
هنا تتجلى أهمية جدول الأعمال على طاولة المؤتمر، حيث يتضمّن عددا من جلسات النقاش وورش العمل، التي تمثل مصدر إلهام لرواد الأعمال للحلول المبتكرة في القطاع، لتكون بمثابة حافز إيجابي مهم لاتخاذ إجراءات مبتكرة تواكب الجهود المتسارعة لتطوير بيئة ريادة الأعمال على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، إلى جانب تحقيق التعافي الاقتصادي للمنشآت الصغيرة والمتوسطة من الجائحة ، واقتناص الفرص الاستثمارية خلال المرحلة المقبلة ، وبالتالي أهمية ريادة الأعمال في رفع معدلات التوظيف والتشغيل وذراع واعد للاقتصاد الوطني والمجتمعي المستدام.

استحقاقات سعودية
أما مسوغات اختيار “شبكة ريادة الأعمال العالمية” العاصمة الرياض لاستضافة المؤتمر، فهي عديدة ، ومنها : صدارة المملكة للمرتبة الأولى عالميًا في مؤشري “توفر الفرص الجيدة لبدء عمل تجاري” و”سهولة البدء في عمل تجاري”، كما تصدرت المرتبة الأولى في مؤشري “استجابة رواد الأعمال الجائحة” و”استجابة حكومة المملكة للجائحة”، وذلك من بين 45 دول، وفق مؤشرات المرصد العالمي لريادة الأعمال، فيما حصلت على المركز الثاني في مؤشر “امتلاك المعرفة والمهارات للبدء في الأعمال” والذي هو ثمرة التأثير الإيجابي للبرامج الداعمة على بناء مهارات الشباب والشابات التي تؤهلهم للبدء بأعمالهم الريادية ،وحققت المرتبة الثالثة من حيث السياسات الحكومية الداعمة لريادة الأعمال، والمرتبة الثالثة في مؤشر “توقعات الوظائف التي يتم خلقها بواسطة ريادة الأعمال”، كما تقدمت في قائمة العشر دول الأولى بمؤشر “الفرص الواعدة لبداية المشروع في منطقتي”.
أيضا ما أشار إليه تقرير الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت”، عن مبادرة دعم المرأة السعودية وتمكينها والتي تحد وتقلل من الفجوة في سلم رواتب للجنسين، بالإضافة إلى اشراكها ودعمها في الأعمال الصغيرة والمتوسطة ، حيث يوفر الاقتصاد السعودي في هذا العهد الزاهر ، فرصا نوعية كبيرة لرواد الأعمال في قطاعات التجارة والمال والأعمال وفي الأنشطة والخدمات التقنية متسارعة النمو ، والدعم الذي يقدمه ” بنك المنشآت الصغيرة والمتوسطة”.

مسك الخيرية وريادة الأعمال
حرصت المملكة على تطوير رأس المال البشري القادر على بناء منشآت ريادية ، وتأسيس منظومة متكاملة لريادة الأعمال، لتعظيم الاستفادة من الأفكار الابتكارية والإبداعية لأبنائها وبناتها، بتوفير السياسات الاستراتيجية والإجراءات الممكنة، وتقديم التمويل اللازم للمشاريع الريادية ، وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال ، ومن ذلك إطلاق برنامج “بادر”، بالتعاون مع الهيئات الحكومية والقطاع الخاص.
وفي إطار هذا الدعم ، تقوم مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية “مسك الخيرية” بدور كبير في قطاع ريادة الأعمال ،ومن ذلك برنامج “مسك الابتكار”، الذي نجح في توظيف تقنيات ومنهجيات “وادي السيليكون” الشهيرة لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة المشاركة في البرنامج من المملكة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بهدف جذب الاستثمارات لنمو المشاريع ، ومبادرة “السعودية تبرمج” والتي نجحت في استقطاب أكثر من مليون شخص للمشاركة في المبادرة المعنية بترسيخ مهارات البرمجة الأساسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *