جدة – البلاد
باتت مليشيا الحوثي الإرهابية تفقد السند الشعبي حتى في معاقلها والمناطق التي تسيطر عليها، إذ يتخلى الجميع عن المليشيا الإرهابية ساعة بعد أخرى، في ظل تكشف إجرامها للعالم أجمع وموالاتها لإيران الساعية لتدمير المنطقة بممارساتها العدوانية، معتمدة على أذيالها في المنطقة.
وعقب الاحتجاجات في صنعاء على صنيع الحوثي بالداخل وعدوانه المستمر على دول الجوار وسعيه لاستهداف الملاحة العالمية وإمدادات النفط، كشف مصدر في محافظة صعدة في شمال اليمن عن ترحيب عدد من أبرز علماء ومراجع المذهب الزيدي في المحافظة التي تعد معقل الجماعة الحوثية بقرار مجلس الأمن الدولي بشأن تصنيف جماعة الحوثيين جماعة إرهابية، مبينا نقلا عن العلماء محمد عبدالعظيم الحوثي وعلي مسعود الرابضي ومحمد عوض المؤيدي وعدد آخر من أبرز علماء المذهب الزيدي في صعدة؛ تأكيدهم على أن هذا القرار الموفق الذي صدر لأول مرة يعد إنجازا نوعيا وتاريخيا، كما يعتبرون القرار خطوة هامة في الاتجاه الصحيح. وقال المصدر المقرب من العلماء المذكورين وعدد آخر من علماء صعدة المناهضين للنهج الحوثي إنهم طالما انتظروا مثل هذا القرار منذ بداية الانقلاب، وتأكيدهم، وفقا لـ”العرب” على أن هذا القرار الموفق سوف يسهم إسهاما فعليا في منع وصول الدعم الإيراني المتمثل في الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وكذلك في منع الدعم المالي القادم من إيران أيضا، ما يشير إلى أن الجميع تخلى عن الحوثي، بينما قال وجهاء وسياسيون من محافظة صعدة مناهضون للحوثي إن مثل هذا الموقف الذي صدر عن عدد من أبرز مراجع المذهب الزيدي في صعدة واليمن عموما، ليس أمرا مفاجئا، بل إنه يندرج في سياق صراع طويل بين تيارات متباينة داخل المذهب الزيدي والجماعة الحوثية التي يرى عدد من مراجع الزيدية في اليمن أنها ارتمت في أحضان المشروع الإيراني سياسيا وفكريا.
ويرى سياسيون أن بيان علماء المذهب الزيدي يؤكد رفض الرضوخ لأفكار إيران والمشروع الذي يقوده عبدالملك الحوثي والذي حاول تمييع المذهب والاستفادة من الكثير من إرثه وقطاعاته الاجتماعية وشبكات نفوذه في مناطق ما يسمى المناطق الزيدية، منوهين إلى أن التيار الزيدي المعارض للحوثيين يوجد في مناطق يظنها البعض مغلقه على الحوثيين فقط مثل صعدة وعمران وحجة وصنعاء وذمار، حيث لازال الكثير من المساجد التي يتوزع فيها مرشدو الزيدية تمانع رفع الشعارات أثناء صلاة الجمعة فيما تحدث مشادات ومهاترات وتوترات واشتباكات ومواجهات مستمرة تتجدد بين الفينة والأخرى بين أتباع هذا التيار وبين الحوثيين.
ويبدو أن النهاية الحوثية أصبحت وشيكة للغاية في ظل فقدان المليشيا للسند الشعبي، ومصارعتها وحيدة في وجه الحق، إذ يجمع اليمنيين على أنها لا تمثلهم، مؤكدين أهمية فرض المزيد من العقوبات على هذه المليشيا التي نكلت بالمدنيين وأودعتهم السجون بتهم مختلقة مع تعذيب وحشي يطالهم في زنازين الظلم.