الدولية

روسيا تطالب الغرب بإيقاف إرسال الأسلحة لأوكرانيا

كييف – البلاد

بينما دوى صوت صافرات الإنذار أمس (السبت)، في العاصمة الأوكرانية كييف، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى إجراء محادثات سلام وأمن جدية مع موسكو، مؤكدا أن هذه هي فرصة روسيا الوحيدة للحد من الأضرار الناجمة عن الأخطاء التي ارتكبتها في أعقاب هجومها. وأضاف زيلينسكي أن “الوقت حان لعقد اجتماع، حان وقت الحديث”، فيما أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، لنظيره الأوكراني دميترو كوليبا، خلال اتصال هاتفي، التزام الولايات المتحدة الثابت بوحدة وسيادة أوكرانيا، ودعمها إنسانيا واقتصاديا وأمنيا.

وقال بيان للخارجية الأمريكية، إن بلينكن تحدث مع نظيره الأوكراني لإعادة تأكيد التزام الولايات المتحدة الثابت بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، في وقت تواصل القوات المسلحة الروسية، تنفيذ العملية العسكرية الخاصة لحماية إقليم دونباس، جنوب شرقي أوكرانيا. وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا لا تخطط لاحتلال الأراضي الأوكرانية؛ موضحا أن هدف روسيا يتلخص في حماية الأشخاص، الذين تعرضوا على مدى ثماني سنوات، إلى الاضطهاد والإبادة الجماعية، من قبل نظام كييف. ودعا رئيس البرلمان الروسي (الدوما) فياتشيسلاف فولودين، وفقا لوكالة “تاس” الروسية، الدول الغربية للتركيز على إيصال مساعدات إنسانية وليس أسلحة إلى أوكرانيا. وقال “إن أرادت الولايات المتحدة والدول الغربية السلام حقا، فسيكون من الصواب بالنسبة لها أن تنفق المال على المساعدات الإنسانية للشعب عوضا عن إرسال إمدادات عسكرية”، كما رأى أن على الأمم المتحدة اتخاذ قرارات والتوقف عن الكيل بمكيالين، مضيفاً “إن أرادوا أن يعم السلام في أسرع وقت ممكن، فعليهم اتخاذ قرارات فورية”.

من جهته، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الولايات المتحدة بالتأثير على الحكومة الأوكرانية. وقال لافروف في كلمة ألقاها أمس أمام المشاركين في المسار الدولي من مسابقة “زعماء روسيا”، إن مشاركة الوفد الأوكراني كانت شكلية في البداية، لكن لاحقا تحسن الأمر، مشددا على أن مطالب بلاده “ضئيلة”، حسب وصفه. ويرى لافروف أن حلف الناتو سيفهم عاجلاً أم آجلا أن عليه أن يكون واقعيا، مضيفا: أن المحادثات الهادفة إلى التوصل لحل سياسي بين البلدين ينهي النزاع، تمضي قدماً رغم العوائق، مبررا العملية العسكرية التي أطلقتها بلاه، قائلا: “لم يكن لدينا خيار”. ورأى أن روسيا تمكنت عبر تلك العملية من تعطيل “مشروع الغرب المناهض لها”، مشيرا إلى أن موسكو أيدت دائما حل جميع القضايا بالطرق الدبلوماسية، مضيفا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق بعد بدء موسكو عمليتها العسكرية في أوكرانيا على اقتراح رئيسها فلاديمير زيلينسكي إطلاق مفاوضات سلام. وأضاف أن مشاركة الوفد الأوكراني في البداية لم تكن على قدر المطلوب.

وفيما لا تزال المفاوضات مستمرة بين أوكرانيا وروسيا بجولتها الرابعة، على وقع مواصلة القتال أيضاً بشكل محدود في عدد من المناطق، شدد مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندري يرماك على أن بلاده لن تتخلى أبدا عن استقلالها وسيادتها من أجل “حل وسط”. ووصف يرماك أي تسوية لا تلتزم هذا الشرط بـ “غير المقبولة بل المستحيلة”. وأضاف: “يستحيل حرمان الأوكرانيين من حرياتهم”، مشددا على أنه من المستحيل الحديث مع الأوكرانيين بلغة الإنذارات والتهديد، في إشارة إلى المفاوضات مع الجانب الروسي.
وحذر وزير الداخلية الأوكراني دينيس موناستيرسكي من الذخائر الحية غير المنفجرة في مختلف أنحاء البلاد، معتبرا أن تلك الذخائر تشكل تهديدا كبيرا للمدنيين، موضحا وفقا لوكالة “أسوشييتد برس”، أن “هناك عددا كبيرا من القذائف والألغام في مختلف مناطق البلاد التي لم تنفجر بمعظمها، والتي تشكل تهديدا حقيقيا”. وأكد أن العثور عليها ونزعها سيستغرق سنوات وليس أشهرا، لافتا إلى أن بلاده ستحتاج إلى مساعدة غربية لتنفيذ هذه المهمة الضخمة بعد الحرب. وقال “لن نتمكن من إزالة الألغام من كل الأراضي، لذلك طلبت من شركائنا الدوليين وزملائنا من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إعداد مجموعات من الخبراء لإزالة الألغام من مناطق القتال والمنشآت التي تعرضت للقصف”.

إلى ذلك، جدد رئيس الوزراء بوريس جونسون التأكيد على استمرار بلاده في دعم أوكرانيا، مشيرا إلى أن لندن كانت في طليعة الدول التي تفرض عقوبات على حكم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال خلال مؤتمر لحزب المحافظين أمس: “إذا انتصر بوتين فإنه لن يتوقف عند حدود أوكرانيا، بل سيتمادى إلى جورجيا ودول البلطيق”، معتبرا أن عودة العلاقات إلى طبيعتها مع الرئيس الروسي بعد العملية العسكرية في أوكرانيا ، مثلما فعلت الدول الأوروبية عام 2014، ستكون بمثابة ارتكاب نفس الخطأ مرة أخرى، في إشارة إلى ضم موسكو لشبه جزيرة القرم في ذاك الحين، داعيا إلى وقف الاعتماد الأوروبي على موارد الطاقة الروسية حتى لا تضخ المزيد من الدولارات في جيب الرئيس الروسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *