استطاع النظام الصحي السعودي بشكل عام وأداء الممارس الصحي السعودي بشكل خاص ان يسطرا نجاحا باهراً خلال فترة الجائحة الكونية التي عصفت بالعالم. امام قوة عاصفة الجائحة الكونية والتي أحدثت زلزالا مخيفا في انظمة الصحة العالمية، استطاع النظام الصحي السعودي والذي تم بناؤه خلال العقود الزمنية الماضية، ان يثبت للجميع ان جميع ما تم عمله (في السابق) من استراتيجيات صحية سواء كان ذلك في هيكلة النظام الصحي العام، البنية التحتية للخدمات الصحية او اعداد الممارس الصحي كانت سياسات ناجحة. نعم، ما تم صرفه من مبالغ فلكية في بناء وتطوير الايدي العاملة السعودية في جميع مجالات الرعاية الصحية (أطباء، تمريض واخصائيين)، قد أتت ثمارها المباركة وساهمت بعد توفيق الله عز وجل في بناء نظام صحي له قيمته وأثره الإيجابي.
النظام الصحي السعودي والممارس الصحي السعودي في مملكتنا الغالية، استطاعا ان يكونا محل ثقة وتقدير ولاة الامر ومن قبل جميع أطياف المجتمع. تمثلت قمة الثقة في الكلمة الابوية التي ألقاها سيدي خادم الحرمين الشريفين التي ثمن فيها أداء ابطال الصحة ضد الجائحة الكونية. أيضا، كلمات التقدير التي ذكرت من قبل فئات المجتمع السعودي من علماء افاضل (على منابر المساجد) ومثقفين (من خلال الاعلام) وغيرهم. نعم، كل العاملين في القطاعات الصحية بوزارة الصحة، يدركون تماماً حجم المسؤولية الوطنية الملقاة على اكتافهم التي يحملونها بكل فخر واعتزاز، ويستشعرون أهمية الرعاية الصحية ودورها الهام في التنمية الشاملة والاقتصادية لهذا الوطن المعطاء ورؤية المستقبل المتمثلة في رؤية سيدي سمو ولي العهد المباركة وهي رؤية 2030.
نحن الان على اعتاب نظام صحي سعودي، يهل علينا بحلة جديدة، متمثلة في نظام خصخصة الرعاية الصحية بشكل عام. نعم، سيكون الهدف الرئيسي العام من هذا النظام، المحافظة على صحة المجتمع السعودي بشكل عام وصحة الانسان السعودي بشكل خاص. تبدأ تلك العناية منذ ان يكون في مراحل حياته الاولي مرورا بجميع مراحل العمر. الاهتمام لن يكون فقط عند مرض الانسان وتوجهه الى منشأة صحية للبحث عن علاج، ولكن الاهتمام سوف يكون حتى وهو في تمام عافيته وذلك من خلال البرامج المختلفة للوقاية الصحية وما يربطها بشكل مباشر بالرعاية الصحية.
باختصار، ما سبق اداؤه من استراتيجيات ضخمة وفعالة في مسيرة العمل الصحي، سوف يكون هو أساساً لما سيكون مستقبلا في مجال خصخصة الرعاية الصحية. من وجهة نظري المتواضعة، يعتبر الممارس الصحي السعودي جوهر نجاح المفهوم الحديث والتطبيقي للنظام الصحي السعودي والمتمثل في خصخصة القطاع الصحي. نعم، التركيز، على تطوير أداء الممارس الصحي السعودي سوف يكون له الأثر الكبير والفعال في رقي وتميز النظام الصحي السعودي بشكل عام حاضرا ومستقبلاً، اليس كذلك؟
استشاري وباحث في الشأن الصحي
drimat2006@hotmail.com