متابعات

فوبيا الأسنان .. الرعب يتجدد

جدة – رانيا الوجيه

يعاني العديد من الأشخاص حول العالم من رهاب زيارة طبيب الأسنان، وهو ما يدفع الكثير منهم إلى التهرب من زيارة الطبيب، ويؤكد مختصون أن طريقة استقبال الطبيب للمريض وتعامله معه تلعب دوراً كبيراً في نزع الخوف، حيث يجب على الطبيب التحدث مع المريض عن الأسباب الرئيسية لمخاوفه وشرح عملية العلاج بشكل دقيق ، كما ينبغي على الطبيب التخفيف من قلق المريض والتجاوب بشكل عقلاني مع احتياجاته، لأن بعضهم قد تكون له تجارب سابقة سببت له الألم عند زيارة طبيب الأسنان، فضلا عن ذلك يجب على المريض معرفة أسباب الخوف والتعامل معها بشكل جدي وتدريجي، ويمكن اللجوء لطبيب نفسي للمساعدة في نزع هذا الخوف، فإذا كان السبب هو الطبيب نفسه، فيجب البحث عن شخص آخر، من المهم بشكل خاص أن تجد طبيب أسنان تثق به.

وإذا لم تنجح تلك المحاولات، يبقى الحل الأخير وهو اللجوء للتخدير الكامل حتى يتمكن الطبيب مع علاج المريض، لتجنب حدوث مشاكل تؤثر بشكل خطير على صحة اللثة والأسنان.
وتبقى النصيحة الأكثر أهمية هي الحرص على العناية بالأسنان وتنظيفها بشكل جيد، بالإضافة إلى زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري قبل حدوث المشاكل في الأسنان.


الدكتور عبدالواحد حمصي اخصائي إصلاح الأسنان أوضح أن أهم أسباب الخوف لدى المراجعين من طبيب الأسنان هي قلة الوعي لدى المجتمع وعدم معرفة الكثير من الخطوات العلاجية التي يقدمها طبيب الأسنان وبالتالي تعتبر زيارة طبيب الأسنان كرحلة إلى أمر مجهول وهو ما يؤدي إلى الخوف والتوتر لدى المراجع.
ومن أسباب الخوف هو ارتباط زيارة طبيب الأسنان بالألم و إبرة البنج أو من وجود تجارب سابقة مؤلمة لنفس المراجع أو لأحد أصدقاء و أقارب المراجع.

هاجس عالمي
واستطرد بقوله: الخوف من ارتياد عيادة طبيب الاسنان هاجس عالمي: نعم، يعتبر هاجسا عالميا ونعاني نحن الأطباء من المراجعين الذين يعانون من رهاب طبيب الأسنان بشكل يومي في العيادات مما يصعب علينا في بعض الأحيان من تقديم العلاج للمراجعين.

وللتغلب من رهاب طبيب الاسنان
يجب بناء علاقة قائمة على المصداقية و بين الطبيب والمراجع وأن تكون الخطة العلاجية واضحة بجميع خطواتها بحيث يقوم الطبيب بشرح جميع الخطوات للمراجع و بالتالي يكون المراجع ملم بتفاصيل العلاج داخل العيادة مما يخفف من قلقه و توتره أثناء تلقيه العلاج.

أيضا، استخدام بعض أساليب التشتيت الذهني مع بعض المراجعين شديديّ الخوف للتخفيف عليهم.
وينصح أن يقوم الطبيب باستقبال المراجع ومناقشة الخطة العلاجية في مكتب الطبيب قبل البدء بالعلاج على كرسي الاسنان، لأن كرسي الأسنان يولد الخوف عند الكثير من المراجعين.
ويفضل أن تكون أول زيارة للمراجع عبارة عن كشفية ومناقشة الخطة العلاجية وعدم البدء بأي علاج إن أمكن لتهيئة المراجع نفسيا.

استخدام الألوان
وأضاف الدكتور حمصي إن الاطفال أكثر خوفا من اطباء الاسنان لذا يتوجب تهيئة عيادة أسنان الأطفال أن تكون ملائمة للأطفال باستخدام الألوان وبعض الألعاب التي تجذب الطفل.
أيضًا، أن تكون أول زيارة للطفل استكشافية وتعريفية على العيادة وبعض الأدوات الأساسية وعدم البدء بالعلاج إلا إذا استدعى الأمر غير ذلك.

العمل على خلق نظام مكافآت لتحفيز الطفل على التعاون مع طبيب الأسنان وتوزيع هدايا تحفيزية للطفل بعد الانتهاء من العلاج بحيث تكون الزيارات القادمة لطبيب الأسنان إحدى رغبات الطفل في المستقبل.


تخفيف الخوف
وعن تطور التكنولوجيا لإذابة عقدة الخوف من اطباء الاسنان قال: يوجد الكثير من الامور التكنولوجية وتطور الاجهزة الطبية التي يمكن استخدامها للتخفيف من الخوف من عيادات الأسنان منها:
استخدام الشاشات والسماعات لعرض برنامج تلفزيوني أو أفلام رسوم متحركة للأطفال حيث أنها تشتت تركيز وانتباه المراجع عن العلاج المقدم له.
ويوجد بعض الأجهزة الطبية الحديثة كاستخدام الغاز الضاحك للتقليل من التوتر والخوف عند بعض المراجعين مما تجعل الزيارة خفيفة ولطيفة عليهم.
بشكل عام، على طبيب الأسنان أخذ الوقت الكافي وأن يعطي المراجع وقته والاستماع لجميع مخاوفه وأن يتعامل معها بشكل مهني.


تجارب سلبية
من وجهة نظره يحلل الدكتور فيصل المطيري أخصائي طب أسنان الأطفال أسباب الخوف من طبيب الاسنان بقوله : من المهم معرفه الاسباب التي ادت الى الخوف من طبيب الاسنان لدى الاطفال اهمها: الخوف من المجهول لأنها ستكون تجربة جديدة للطفل وذويه لذلك من المهم أن يبدأ الوالدان قبيل الموعد بالشرح للطفل بطريقة سهلة ومحببة للطفل بأن طبيب الاسنان سيساعدنا على جعل أسنانهم أفضل ونظيفة لكي تكون لديهم ابتسامة جميلة لذلك تنصح الجمعيات الطبية أن تكون الزيارة الاولى قبل عامه الاول للكشف المبكر ومعرفة الطرق المناسبة للمحافظة على صحة الفم والاسنان وغالبا ما تكون الزيارة الاولى لا تشمل أي علاجات وبالتالي ستكون التجربة محببة للطفل وستكون الزيارة الدورية التالية اقل توترا وخوفا من طبيب الاسنان.
السبب الثاني قد يكون الخوف من الابرة أو التجارب المؤلمة السابقة اثناء التطعيمات والتي سيربطها الطفل بتلك التجارب وستنعكس عليه سلباً.

السبب الثالث هو أن الطفل سيقابل اشخاصا جددا وقد يعتقد انه يتعرض لتجربة جديدة قد يعتقدها مؤلمة وغير محببة لذا من المهم ان تكون الزيارة الاولى تبدا بالحوار مع الطفل ووالديه وتهيئتهم للزيارات القادمه والتي ستؤدي بدورها على تلاشي الخوف او التوتر لدى الطفل مستقبلا .

والسبب الاخير هو سماع قصص أو تجارب قد تكون سلبية سواء من والديه او أقرانه واصدقائه وقد بدورها ستزيد من مستوى القلق والتوتر.

واستطرد أن هناك حزمة من الآليات يمكن من خلالها التغلب على رهاب طبيب الاسنان منها البدء مبكرا والمتابعة المنتظمة بزيارة طبيب اسنان الاطفال وهو التخصص الذي يهتم بصحة اسنان الاطفال وهم افضل من يتعامل مع الاطفال وتهيئتهم وتقيم مستوى القلق والخوف لديهم.

كما أن على الوالدين دورا مهما في ابعاد مستوى القلق بالتهيئة المناسبة والعناية اليومية بصحة الفم والاسنان لطفلهم وبذلك لن يكون هناك تسوس او خراج وبالتالي لن يكون هناك اي تدخلات او معالجة قد تكون مزعجة للطفل.
اثناء التهيئة لابد أن نتجنب بعض الكلمات أو الجمل كالابرة او الخلع قبل أو اثناء الزيارة والتي ستنعكس على الطفل وستزيد من توتره الطبيب هو بطريقته سيشرح للطفل بطريقة سهلة وبسيطة وسيشرح له كل خطوات العلاج والتي بدورها سيشعر الطفل بانها سهلة ولا تسبب له أي توتر أو خوف.

التكنولوجيا قد يستفاد منها وقد تكون مفيدة في تقليل مستوى التوتر وتشتتت الطفل خصوصًا اثناء المعالجة مثلا متابعة الرسوم المتحركة او العاب الفيديو ثلاثية الابعاد او سماع اصوات محببة اليه مما ستزيد من ارتياح الطفل في العيادة .

 


نصائح نفسية
تحلل الأخصائية النفسية في علم النفس الإكلينيكي نهلة الوشاح بعض الناس لديهم رهابٌ من طبيب الأسنان لدرجة أنهم لم يزوروا طبيباً للأسنان منذ عدة سنواتٍ، وتعود أسباب الخوف من كرسي وطبيب الأسنان إلى عدة نواحي أولها أن طبيب الأسنان يدخل أدوات وخاصة الإبرة إلى منطقة تعتبر حميمة على الإنسان وبشكل قسري على عكس دخول الإبرة في مناطق أخرى بعيدة عن رؤية المريض. إضافة للخوف من بعض الأدوات والآلات والتي تدور بسرعات عالية في فم المريض، والخوف يتركز بفئة الأطفال الذين يشكلون النسبة الأكبر ثم الرجال أكثر من النساء وهذا ما يتفق عليه أغلب أطباء الأسنان.

وبالتالي هناك بعض النصائح النفسية التي من الممكن أن تخفف من مخاوفك مثل: سماع الموسيقى الهادئة قبل زيارة طبيب الأسنان أو مشاهدة بعض الأفلام المضحكة التي تساعد على الحد من التوتر الذي يشعر به المريض قبل العلاج. طريقة استقبال الطبيب للمريض وتعامله معه يخفف من التوتر والخوف. من الضروري اختيار طبيب اسنان ذو ثقه، و اختيارك للطبيب لايعتمد فقط على مهارته أو درجته العلمية. يعتمد العلاج بشكل كبير على الحالة النفسية لك وللطبيب لذا من المهم أن تجد الطبيب الذي ترتاح له وتثق به.

تشير التقديرات إلى أن حوالي 75% من البالغين وكذلك والاطفال بنسبه اكبر يعانون من الخوف من المعالجة السنية بدرجات بين المتوسطة والشديدة.لكن حوالي 5-10 % يخشون من تلقي المعالجة السنيّة ويتجنبون العناية الطبيّة بالأسنان بأيّ وسيلة.
الكثير من الأشخاص الذي يعانون من الخوف من المعالجة السنية يلجؤون إلى تلقي العلاج في الحالات الطارئة فقط مثل: وجع الأسنان والخراج السني.بسبب مخاوفهم، حيث أنهم يتجنبون زيارة طبيب الأسنان خوفًا من تلقي العلاج السني إلى أن يصابوا بحالة مرضية طارئة تتطلب العلاج ، وذلك من الممكن أن يكون له دور كبير في تعميق وزيادة خوفهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *