المثل الشهير الذي كثيرًا ما سمعناه ورددناه وحفظناه “بعد خراب مالطا ” يُعبر عن حالتين؛ الأولى عندما تكون هناك محاولات للإصلاح لا فائدة منها، والحالة الثانية عندما تكون محاولة الإصلاح متأخرة جداً. هذا المثل الشهير ينطبق كثيرا ماحدث للهلال مؤخرا مع مدربه السابق جارديم الذي أضاع هوية الفريق وقوته الفنية هذا الموسم.
جارديم حقق مع الهلال بطولة دوري أبطال آسيا وبطولة السوبر السعودي ورغم ذلك لم يكن الهلال مقنعًا فنيًا حتى وإن فاز في بعض المباريات يكن فوزه باهتا وبصعوبة، وباجتهادات اللاعبين. إدارة الهلال صبرت كثيرًا على جارديم وجددت فيه الثقة في أكثر من مناسبة كان يستحق فيها الإقالة بالرغم من المطالبات الجماهير الهلالية الكبيرة، إلا أنها رأت عدم الاستعجال في الاستغناء عن المدرب حتى تيقنت تمامًا من عجزه فنيًا في إدارة دفة الفريق فبعد مشاركة الهلال في بطولة العالم للأندية قررت الإدارة تسريح المدرب. رامون دياز الاسم الأكثر تداولًا حاليًا في دورينا، هو صاحب ” سر الخلطة” في إعادة توهج الزعيم الهلالي مجددًا بعد أن كان فريقا ضعيفا فنيا، فأصبح فريقا يهابه كل الخصوم، وكذلك أصبح منافسا على جميع البطولات المتبقية في الموسم. الإدارة الهلالية في بداية الأمر فشلت في التعامل مع جارديم ولم تركن كغيرها وترمي فشلها على أخطاء التحكيم حتى وإن وجدت، فهذا هو حال كرة القدم، ولكن العمل المستمر لإصلاح الأمور الداخلية والخارجية، هو من أهم أسباب النجاح في تغيير نتائج مباريات الفريق ولكن بعض إدارات الأندية الأخرى ترمي فشل قراراتها على التحكيم، لكي توهم جماهيرها بأنها تعمل ولكن هناك من يُحاربها ويريد فشلها. وهذا أكبر عائق لعدم تطور الفريق للأفضل والركون لشماعة التحكيم وهذا يُفسر في كثير من الأحوال بأنه ” حيلة الضعيف عندما يصعب عليه النجاح”.
عندما ترى أن إدارة ناديك معظم تعاقداتها وجدت للتخريب وعدم حاجة الفريق لها فهذا يُعد فشلًا.
عندما ترى إدارة ناديك تُصر على إبقاء مدرب مفلس فنيًا، فهذا فشل. عندما ترى تصريحات وتبريرات في غير محلها من رئيس النادي فهذا فشل.
عندما ترى تراشقات إعلامية وتصفية حسابات بين أعضاء شرف فهذا فشل.
عندما تشاهد لاعبين غير منضبطين داخل النادي وخارجه فهذا فشل.” فلا “ترمي” فشل إدارتك للنادي على التحكيم أو غيره” ابدأ بالإصلاح من الداخل وسوف ترى التغيير من الخارج.