لا يختلف اثنان على أن العالم قد تغير جذريا بعد جائحة كورونا .. وأصبحت هناك منطلقات ومنعطفات جديدة لإدارة حياتنا ومنشآتنا واقتصادياتنا .. وتعاملاتنا مع البيئة الكونية بذهنية إيجابية صديقة وجادة حفاظا على الصحة العامة وسلامة الكوكب الذي نعيش عليه.
لقد كشفت لنا كورونا أن التكنولوجيا ستلعب دورا رئيسا في توجهات مختلف الصناعات والخدمات والتعاملات وخصوصا في خدمات الضيافة السياحية .. وأقصد هنا الفندقة المطاعم وخدمات المطارات والسفر.
وبنظرة سريعة على خارطة رواد السياحة نجد أنها تغيرت جذريا .. وأصبح جيل اليوم ( Z) هو المسيطر بإحتياجاته ومتطلباته السياحية .. وبالذات في منطقتنا العربية .. وخير دليل على ذلك هو مشهد مهرجانات الرياض وفورميولا جدة .. حيث نرى السياحة الترفيهية هي المنطلق الجديد .. مقارنة بإنحسار رحلات الأعمال التي انكمشت بفعل تطبيقات التكنولوجيا ومواقع التواصل بأنواعها وعقد الإجتماعات الافتراضية.
هذا ولقد أجمعت الدراسات الجادة والمرموقة .. على أن المبادرات والتوجهات التي يجب على صناعة الضيافة أن تتبناها وتطبقها وتوظفها .. تلبية لاحتياجات العملاء واستجابة لنداء المنافسة الشرسة في هذا القطاع .. يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
** شبكة الإنترنت غيرت من طريقة التعامل مع العملاء فالمواقع الإلكترونية للمنشآت .. ووسائط التواصل الإجتماعي وغيرها من التطبيقات ساهمت في تطوير المحتوى ونوعية الخدمات المقدمة .. وأدت إلى تمكين العملاء على البحث عن الأفضل والأكثر اقتصادا وبشروط ميسرة تريح العملاء.
** توظيف تكنولوجيا البحث والتقصي .. بواسطة أجهزة الأوامر الصوتية .. مثل اليكسا من أمازون والمساعد الشخصي من جوجل وسييري من آبل الخ .. إلا أن هذه التكنولوجيا لا زالت في مرحلة الحبو ولكنها تتطور بخطوات سريعة نحو الإتقان والجودة.
** تعزيز استعمال تكنولوجيا الواقع الافتراضي وتطبيقاته في صناعة الضيافة والسياحة .. وذلك بإتاحة الفرصة للعملاء لزيارة الأماكن والمواقع افتراضيا .. إلى جانب تجربة المعايشة والاطلاع على منشآت وخدمات المواقع المختلفة ومنها الفنادق والمطاعم المزمع التعامل معها.
** تكثيف استعمال تطبيقات التكنولوجيا المحمولة في عمليات البحث والحجز والدفع النقدي والتسويق والإعلان وخدمات برامج الولاء.
** العمل على احتواء العملاء عن طريق برامج وخدمات تصمم خصيصا وفق مقاييس واحتياجات كل عميل دائم على حدة بهدف الحفاظ عليهم وتقوية أواصر الولاء مع ماركتهم المفضلة.
** يجب على منشآت الضيافة إيجاد وتوظيف بنية تكنولوجية تحتية متقدمة وسهلة التعامل والتشغيل من قبل كل من الموظفين والعملاء.
** وأخيرا .. الهاجس الصحي والرفاهية .. هما عماد الضيافة في الخدمات السياحية خلال السنوات القادمة. بل هي احتياج اساسي وحاسم في قرارات وإختيارات الوجهات السياحية .. من حيث المنافسة بين قطاعات السياحة والضيافة الذكية.