يخرج الطفل من رحم أمه فيواجه الدنيا بما فيها من ازمات ليجد من يزرع في قلبه بذرة الخوف من الحياة وعدم الثقة والشعور بالرفض وعدم القبول فتنمو تلك البذرة وتعيش المعاناة.
وأنا أفكر بموضوع المقال ، لم يغب عن مخيلتي صورة عنابر السجون ، التي خلف قضبانها الحديد شباب قيدهم ضياع سنوات عمرهم ، جراء قسوة بعض الآباء والأمهات حيث دفعوهم فريسة للبحث عن القبول والقيمة بطريق الجريمة.
يقول ألفرد أدلر: “من حضن الأم تبدأ الثقة ” فكل طفل يولد مفطورا على محبة ذاته التي خلقها الله سليمة لا تعرف مرارة الفشل فها هو يقع ويقف، يحاول بلا يأس ، يستمتع ويتعلم، لا يفكر في ماضٍ ولا مستقبل، يعيش اللحظة ، يؤمن بكل جوارحه أنه يستحق كل جميل قبل ان تسلبه تلك الميزة تنشئة اجتماعية معوجة تجعلهم يعانون من العقد النفسية وذلك عندما يتعامل الاباء والامهات مع اولادهم على انهم ملكية خاصة، لهم حق التصرف فيهم كيفما ارادوا.
ليس للآباء فضل في الانفاق على أبنائهم بل هو واجب وحق وامانة يثاب من اداها ويعاقب من اهملها وقصر فيها. فخير البشر قال(كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول) و امير المؤمنين عمر بن الخطاب يقول لأب (قد عققته قبل ان يعقك).
من المصائب أن يحرم الاب ابنته حضنه ورحمته وهو الرجل الوحيد الذي احبته بفطرتها، فتراه سندها وامانها ، والطامة الكبرى عندما يكون هو من يمزق جسدها ويطمس روح الحياة في فؤادها، يا الله كم سمعنا عن قصص اباء عاقين قست قلوبهم فأصبحت كالحجارة او اشد قسوة، وهنا لا انسى قصة حقيقية لطفل يبلغ من العمر اربع سنوات رمته امه في الجبل بين الوحوش بسبب زواج والده بثانية، تركته ينادي بلا مجيب ولكن رحمة الله اوسع من قلب ام تجردت من كل رحمة فساق اليه من انقذه
فاصلة
ابنك وابنتك لم يتوسلوا اليك حتى يكونوا في هذه الحياة هم هدية الله لك فأجزل لهم العطاء من الحب والقبول والقيمة والاحترام وحفظ الكرامة بلا شرط ولا قيد وليس حسب ما تمن وتعطي.
Faheid2007@hotmail.com