سقط ريان الطفل المغربي البالغ من العمر خمس سنوات في بئر عميقة تحت الارض ، حاول فريق الانقاذ اخراجه لكن دون جدوى، استمرت المحاولات عدة ايام تعاطف عالم الإنسانية مع الخبر ، فتضرعت الأيادي إلى الله بنجاة تلك الروح الطاهرة من رحم الارض القاسي ، وتحرك القريب من الموقع طالبا بدموعه رمي جسده في البئر الضيقة لإنقاذ ريان.
كم هو مؤلم جدا صورة أم ريان وهي تشاهد صورة ابنها داخل البئر عالقًا ، تذكرت أم موسى عندما كاد قَلبُها يَنفطر وكَادت أن تصرُخ من الوَجع والألمِ، كأنّ قلبها نفسه خرج من موضعه ، وقد وصف الله ذلك بقوله: “وأصبح فؤاد أم موسى فارغا، إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها”.
وفي تصريح إعلامي حزين لوالده :”أريده حيًا أو ميتًا ” كيف للقلب أن يتحمل هذا المشهد والنبي يعقوب ابيضت عيناه من الحزن لفراق يوسف وهو كظيم.
هناك نظرية فلسفية العود الأبدي، باختصار شديد ومبسط تقول: كل ما كان ويكون سيكون مرة أخرى، وكل ما عشناه سيتكرر ، وهذا التكرار أبدي لا نهاية له، هذه مجرد نظرية ليس لها مصدر علمي ، لكننا نعيشها هذه الايام مع ريان الطفل المغربي بعد قصة ريا أم الشوايل الطفلة السودانية التي عاشت داخل بئر اربعين يوما.
الأطفال هم روح الحياة وزينتها قال تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) أن رؤيتهم فيها سعادة وبهجتهم فيها أنُس ، الطفل يعيش بروح الأمل ، ويستمتع بالقليل ، فهو لا يعرف أن عليه أن يكون ذكيا ، لأنه يستمتع باللحظة الحاضرة هي كل الحياة بالنسبة له ، لا يرى الفشل شيئاً سيئًا ، يسقط ثم ينهض ، ثم يسقط ، وينهض ، الطفل لا يكبت مشاعره ولا يؤجل متعته ، الأطفال أرواحهم نقية يبكون بسرعة، وسرعان ما ينسون الذي أبكاهم، ويضحكون بشكل هستيري على أشياء بالنسبة لنا تافهة، وبالنسبة لهم سعادة لا توصف.
فاصلة :
الطفل ريان في غيابة الجُب التقطته كاميرات القنوات، وعجزت عن إنقاذه المعدات ، وتحركت معه مشاعر الرحمة في قلوب الكثير في العالم ، لان الطفولة مقياس نبض إحساس الانسانية ، قبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسًا، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحدًا، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: من لا يَرحم لا يُرحم.
Faheid2007@hotmail.com