اجتماعية مقالات الكتاب

“نوبل” .. سعودية

إن الجوائز التي يتم إطلاقها وفق أهداف ومعايير محددة وواضحة تعد من أهم آليات التنافس نحو الخلق والابتكار والإضافة وإثراء جوانب الحياة بكل مهم ومفيد، وبالتالي تغيير الواقع إلى واقع أكثر تقدما وتطوراً إذ هي أدوات تغيير فاعلة تهدف لتوفير بيئة محفزة للإبداع والتميز.

إن المملكة تتبنى وتمنح بعض الجوائز العالمية منها على سبيل المثال لا الحصر جائزة الملك فيصل العالمية وجائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة وجائزة الأمير عبد الله الفيصل العالمية، وأخيرا “جوائز صنّاع الترفيه” Joy Awards التي أعلنت عنها قناة Mbc ، بجانب الجائزة العالمية التي أعلنتها مؤسسة الفوزان بالتعاون مع (اليونسكو)، وبمساندة الوفد الدائم للمملكة باليونسكو، والهادفة إلى رعاية وحفز المواهب الشابة في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات ( (STEM كأول جائزة عالمية في اليونسكو تقدمها المملكة للأعمال المتميزة للباحثين الشباب.

إننا في المملكة التي تسير على هدى رؤية 2030 نطمح إلى إنشاء جائزة سعودية عالمية على غرار “نوبل” وهذا يستدعي قيام مؤسسة وطنية أكاديمية للإشراف عليها ورعايتها، مع إدخال مواضيع تلامس حياة الناس وواقعهم في منافسات الجائزة كالطب وعلم دراسة الأعضاء والكيمياء والفيزياء والعلوم التطبيقية الأخرى والاقتصاد وغيره بجانب المواضيع الأدبية والإنسانية الأخرى.

كما أنه من المهم أن يتم إخضاع هذه الجائزة لمعايير علمية وأدبية محضة مع ضرورة توفر عنصر الخبرة والموضوعية للجنة تحكيمها حتى يتسموا بالحيادية التامة فضلاً عن الوصول إلى المبدعين الحقيقيين أينما كانوا، بحيث يشمل الترشيح لها كافة المبدعين والمخترعين من جميع أنحاء العالم وفي هذا السياق يمكن لسفارات خادم الحرمين الشريفين وملحقياتها مع الاستعانة بمن تراهم مؤهلين أفراداً أو مؤسسات في بلدان العالم الأخرى القيام بترشيح الأشخاص الجديرين بنيل هذه الجائزة للجهة المعنية بها.

وعلى الصعيد الوطني ينبغي تهيئة الطلاب لحصد مثل هذه الجائزة العالمية وغيرها وإنشاء إدارة في الجهات الحكومية تنظم التحاق الموظف بالجوائز التي يستحقها، بجانب تعريف الموظفين عن الجوائز العالمية ونشر معلومات عنها.
وأخلص إلى أن المملكة هي دولة بحجم قارة وذات دور وتأثير كبير في العالم بحكم الموقع والموارد والجغرافيا والتاريخ والقوة الناعمة الثقافية، فلا غرو أن يكون لها “نوبل” سعودية خاصة بها تتسق مع مكانتها ودورها المحوري العالمي الرائد.
باحثة وكاتبة سعودية

J_alnahari@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *