فكرة هذه المقالة راودتني عندما كنت الخميس الماضي 3 يناير أرافق ابني يُوسُف في مراجعة له في أحد مستشفيات الرياض الحكومية.. نودي على يوسف فدخل عيادة الطبيبة وبقيت أنتظره في زاوية خصصت لذلك، وكان بالقرب منها عيادة لطبيب آخر (لم يغلق بابها فيما يبدو أنه تطبيق لبروتوكول احترازي بسبب كوفيد 19).. وكان في العيادة ما بدا من الصوت أنها سيدة كبيرة السن..
كانت تحاول شرح متاعبها الصحية للطبيب لكن ظهر أنها كانت تجد صعوبة في ذلك.. هنا لمعت في الذهن فكرة قد تكون ذات نفع متعدٍ لو طبقت وهي أن يكون لدى كل مستشفى عددٌ من المتطوعين والمتطوعات ممن يكون لديهم: رغبة، وقت، جدية، معرفة بلغة أخرى، وشغف في مساعدة الآخرين.
تبدأ مهمة المتطوعين بعدما يصل كبار السن للمستشفى في مواعيد طبية مجدولة.. هؤلاء المتطوعون يتم تدريبهم بشكل دقيق على نظام المستشفى ومواقع العيادات والمختبر والأشعة ليتسنى لهم فيما بعد تنفيذ مهمة مرافقة من يريد من كبار السن منذ لحظة وصوله بوابة العيادات الخارجية، حيث تتم مرافقته ومساعدته في تسجيل الوصول ثم التوجه للعيادة المعنية..
وقبلها التلطف معه لمعرفة تطورات حالته الصحية وكتابتها على ورقة، بهدف مساعدته في شرحها للطبيب ونقل رأي الطبيب بأسلوب مبسط وكتابة الإجراء الطبي الذي يوصي به الطبيب على ورقة ليتسنى للمتطوعة والمتطوع عدم نسيان ما تتطلبه حالة المريضة والمريض من فحوصات مخبرية وإشعاعية، وكذلك كتابة كمية وكيفية وأوقات تناول الأدوية بشكل دقيق ليتم شرحها للمراجع قبل مغادرته المستشفى.. بهذا الإجراء سيتم إكرام كبار السن وحفظ أقدارهم، وستُقدمُ خدمة مميزة لمن يحتاج منهم.. وفيه أيضاً أن الطبيب والطبيبة سيعرفان أكثر معاناة المراجع والأخير نفسه سيفهم الإجراء الطبي بصورة أوضح.. وفيه تقليل وقت بقاء المراجع في العيادة وعدم حاجته للعودة للطبيبة والطبيب لتوضيح أمر التبس عليه.. وفيه تمكن الطبيب من معاينة أعداد أكثر من المراجعين، وبالتالي تقليص قوائم الانتظار.. وفيه زيادة أعداد المتطوعين والمتطوعات، وتنمية المشاعر الإنسانية بين الناس.. ونجزم أن كل مستشفى سيجد أكثر من حاجته من المتطوعين والمتطوعات لتنفيذ مثل هذه الفكرة الإنسانية.
ogaily_wass@