واشنطن – البلاد
اخترق قراصنة يطلقون على أنفسهم مجموعة “عدالة علي” السيبرانية، جلسة مغلقة للحرس الثوري الإيراني، ونشروا وثائق سرية للغاية كشفت عن اتساع رقعة الاستياء داخل المجتمع الإيراني، مؤكدة اقتراب المجتمع من هوة الانفجار.
وذكرت الوثيقة التي وصفت بـ”سرية للغاية”، وأرسلها المخترقون لإذاعة “فردا” الأمريكية الناطقة بالفارسية، تفاصيل اجتماع لـ”مجموعة العمل المعنية بالوقاية من الأزمات الأمنية الناجمة عن الوضع المعيشي”، وأعلنت أن ثمة انفجار تحت جلد المجتمع الإيراني، مؤكدة أن السخط الاجتماعي قد ازداد بنسبة 300 % في العام المنصرم.
الوثيق عبارة عن نص كامل لمحضر اجتماع مقر “ثار الله”، مكون من سبع صفحات، وعقد الاجتماع بتاريخ 21 نوفمبر 2021، برئاسة نائب قائد الحرس الثوري في المقر، العميد “حسين نجات”، بمشاركة ممثلي الادعاء العام بطهران، وجهاز استخبارات طهران، ومخابرات قوات الأمن العام والشرطة، ومخابرات الباسيج الاقتصادية، وفيلق “حضرة سيد الشهداء”، وفيلق “حضرة الرسول”، وباسيج المهن، وجهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني.
وأثناء الاجتماع قال مساعد منظمة استخبارات الحرس الثوري الإيراني في الشؤون الاجتماعية: “تم إجراء مسح في المجتمع، يظهر أن المجتمع يعيش حالة انفجار تحت الجلد”، مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار السيارات وانهيار البورصة تسبب في اهتزاز شديد في مؤشرات الثقة في الحكومة، والآن ينظر 53 ٪ من المجتمع بالشك والريبة إلى ادعاء الحكومة، مبينا أن الاحتجاجات التي شهدتها إيران، ركزت على التضخم والمتأخرات القانونية والفوضى الاجتماعية والمياه، منوها إلى احتمال حدوث عصيان مدني لدى المرحلة الثالثة من تطعيم كوورنا.
وكشفت الوثيقة السرية أن العقيد كاوياني من مخابرات الأمن العام والشرطة الأمن العام قدم تقريراً عن التوقعات حول الاحتجاجات في الأشهر الأربعة الأخيرة من عام 1400 الإيراني والذي ينتهي في مارس 2022 وقال إن “التجمعات في عام 1400 زادت بنسبة 48% مقارنة بعام 1399 وازداد في هذه الفترة، عدد المشاركين في الوقفات الاحتجاجية بنسبة 98%”. وأضاف: “التجمعات لأسباب اقتصادية زادت بنسبة 56% مقارنة بالعام الإيراني الماضي، وزادت التجمعات في بيئات الطبقة العاملة بنسبة 136%، وكانت معظم الأماكن للوقفات الاحتجاجية، أمام مجلس البرلمان ووزارة العمل”، مشيرا إلى أن “التضخم السنوي قد ارتفع بنحو 19.4% من سبتمبر 2020 إلى سبتمبر 2021 محذرا من أن ذلك قد يؤدي إلى “اللاأمن” على حد وصفه.
من جهة أخرى، شدد رئيس لجنة مجلس الشيوخ للعلاقات الخارجية الأميركية، بوب مانيندز، أمس، على أنه لا يمكن السماح لإيران بتهديدنا بصفقة سيئة أو اتفاقية انتقالية تسمح لها بمواصلة بناء قدراتها النووية، محذرا من أن إيران على وشك امتلاك مواد كافية لصنع سلاح نووي، ما يؤكد أنها تهتم بالمخططات التدميري للعام والمنطقة على حساب قوت الشعب. وناشد مانيندز إدارة الرئيس جو بايدن وشركاء واشنطن الدوليين لممارسة المزيد من الضغط على إيران لمواجهة برنامجها النووي، وبرنامجها الصاروخي، وسلوكها الخطير حول الشرق الأوسط، بما في ذلك الهجمات على الأفراد والأصول الأمريكية.