الدولية

“الإخوان”.. صراع الجبهات يتصاعد

القاهرة – البلاد

يستمر الصراع ويتعمق داخل تنظيم الإخوان المسلمين بسبب التهافت على المناصب وأموال الجماعة، فبعد ساعات قليلة من عزل جبهة لندن بقيادة إبراهيم منير لمصطفى طلبة القائم بعمل مرشد الإخوان، الذي عينته جبهة اسطنبول بقيادة محمود حسين، ردت الجبهة الأخيرة ببيان جديد رفضت فيه القرار، وجددت بيعتها لمحمد بديع مرشد الجماعة المسجون في مصر.

وقالت جبهة اسطنبول في بيان موجه لجبهة منير: “افترقنا عندما تم تهميش المؤسسات والخروج على قرارات مجلس الشورى العام أعلى هيئة في الجماعة.. الإخوان المسلمين جماعة واحدة في داخل مصر وخارجها، وأن هيكلها الأساسي ما زال موجودا في داخل مصر، ممثلاً في المرشد العام وأعضاء مكتب الإرشاد”، مؤكدة الالتزام الكامل بقرارات مجلس الشورى العام للجماعة، واحترامها، مشيرة إلى أن مجلس الشورى العام هو المرجعية الأعلى للجماعة في كل شؤونها، ومطالبة كل عناصر الجماعة الالتزام بقرارات المؤسسات الشورية وتقديمها على رأيه الخاص.

وشددت جبهة حسين على بقاء مصطفى طلبة القائم بعمل المرشد في منصبه ورفضها لقرار منير بعزله، قائلة: إن اللجنة القائمة بعمل المرشد العام هي الجهة الإدارية الأعلى في الجماعة بموجب قرار مجلس الشورى العام للجماعة، وأن مجلس الشورى يأخذ كافة قراراته بشكل مؤسسي، وليس في جماعة الإخوان – ولن يكون – أحد فوق مؤسسات الجماعة.

وفي إطار النزاع الدائر بين الجبهتين المتنازعتين داخل صفوف جماعة الإخوان، قررت جبهة لندن بقيادة إبراهيم منير، عزل القائم بعمل مرشد الجماعة مصطفى طلبة، مؤكدة في بيان رسمي مساء السبت الماضي عدم اعترافها بقرارات جبهة اسطنبول أو يسمى بمجلس الشورى العام، موضحة أن شرعية الجماعة يمثلها نائب المرشد العام والقائم بالأعمال إبراهيم منير فقط، وأن ما حدث من جبهة اسطنبول هو شق للصف يستوجب المحاسبة، مفيدة أن ما حدث من جبهة حسين، وبخلاف ما فيه من تعد على الشرعية وما تم من مخالفات، يندرج ضمن خطة لحرف الجماعة عن مبادئها وتجاوز ثوابتها، على حد زعم البيان، مشيرة إلى أن “من فعل ذلك ليس منا ولسنا منه، وكل من خرج عن الصف وكل من ساهم في شق الجماعة وترديد الافتراءات الكاذبة ليس من الجماعة”، معلنة أنها قررت بطلان ما يسمى باللجنة القائمة بعمل المرشد والتي يمثلها مصطفى طلبة.

وأشارت جبهة منير إلى أنها تعتبر كل من شارك في هذه اللجنة قد اختار لنفسه الخروج عن الجماعة وذلك بمخالفته لوائحها وأدبياتها داعية الجميع للعمل تحت القيادة الشرعية لنائب المرشد والقائم بالأعمال، وبالأخذ عنها وممن يمثلها فقط وهو إبراهيم منير. وأعلنت جبهة إسطنبول في وقت سابق، عزل منير رسمياً وتشكيل لجنة للقيام بمهام القائم بعمل مرشد الجماعة، مؤكدة أن مجلس الشورى اجتمع وقرر تشكيل لجنة مؤقتة باسم اللجنة القائمة بأعمال المرشد العام من بين أعضائه، وتقوم بمهام المرشد العام للجماعة لمدة ستة أشهر، على أن يتم الإعلان عن هذه اللجنة في الوقت الذي يحدده المجلس.

وتزداد الأزمة الإخوانية تعقيدا، وتتعمق داخل صفوف الجماعة بعد إصرار كل جبهة من جبهتي النزاع على قيامها بتولي الأمور الإدارية والتنظيمية والمالية داخل صفوف الإخوان، ورفضها لقرارات الجبهة الأخرى، فيما قام منير بتحويل قادة جبهة اسطنبول للتحقيق، واعتبارها خارجة عن صف الجماعة، وردت جبهة حسين بعزل منير من منصبه كقائم بعمل المرشد وتعيين مصطفى طلبة بدلا منه، ومن جانبه، أعلن منير عزل طلبة لتواصل الأزمة اشتعالها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *