متابعات

العلا تقدم تجربتين تفاعليتين للزراعة والبناء الطيني

 البلاد ـ عبد الهادي المالكي

يقدم موسم لحظات العلا لأول مرة تجربتين هادفتين تمكّنان زوار محافظة العلا من التفاعل مباشرة مع تراث وطبيعة العلا، وستكون أولى التجارب هي التجربة الزراعية في مزرعة الجود، وهي إحدى المزارع العريقة في العلا، التي توفر للزوار فرصة تعلم وتطبيق سبل الزراعة التقليدية، أما تجربة البناء الطيني في مسار الواحة الثقافية فستوفر للزوار فرصة ترميم إحدى المواقع التراثية في العلا.
وتهدف هذه التجارب إلى جذب الشباب المحلي، والعوائل والأفراد الزائرين ليشاركوا في فعاليات اجتماعية، حيث سيتمكن الزوار من تعلم طرق الزراعة المستدامة والبناء بالطين من خلال تطبيق هذه السبل التقليدية التي تعكس تراث العلا الذي انتقل عبر الأجيال. وسيتمكن الزوار من خلال تجربة الزراعة من تطبيق تطعيم الحمضيات، والزركشة، والحصاد، وزراعة شتلات المورينجا، كما ستتيح التجربة فرصة تعلم تاريخ الزراعة في العلا.


فيما تتكون تجربة البناء الطيني من جزأين: الجزء الأول عبارة عن ورشة عمل سيكتسب من خلالها الزوار أساليب خلط الطين وصبّ الطوب، والجزء الثاني يشتمل على بناء وترميم الجدران الموجودة في درب واحة التراث. ويشرف على التجربتين خبراء فنيون لتوفير الإرشادات مع الحرص على تبنّي الأساليب والأدوات التقليدية لتقديم تجربة تراثية أصلية، كما توفر هذه التجارب طابعا روحيا من خلال التفاعل والاتصال بالطبيعة.
وتتوفر هذه الفعاليات -التي تم تطويرها وإدارتها من قِبَل شركة دوما- للجميع بما فيهم الأطفال بدءاً من عمر ثمانية أعوام لتجربة الزراعة، ومن عمر 12 عاماً وما فوق لتجربة البناء الطيني. و تشهد محافظة العلا هذه الأيام حزمة من الفعاليات العالمية وتوصف “العلا” بمرآة لحضارات العالم القديم في الجزيرة العربية، لتبهر بكنوزها العائدة لعصور غائرة بعمر الزمن في صفحات التاريخ وألهمت الباحثين للكشف عن حقب مرت بها الإنسانية، فجاءت الأبحاث كاشفة عن حضارة عريقة يزيد عمرها عن 200 ألف عام ، في ذات المكان على امتداد طريق تجارة البخور القديم من جنوب الجزيرة باتجاه الشمال. وباتت العلا بفضل العناية بالآثار والطبيعة والفنون والثقافة وجهة سياحية يقصدها الزائرون من مختلف دول العالم في تجربة مثيرة للموقع الأعلى تسجيلاً للأرقام القياسية في عالم الآثار من خلال ما خلفته الحضارات المتعاقبة على مدى سبعة آلاف سنة إذ تحتضن 111 مدفناً أثرياً تضم 94 قبراً منحوتاً ، ونحو 5000 نقش نحتت على الصخور في جبل عكمة.

ومكنت المملكة السياح من جميع بلدان العالم من زيارة “العلا” بعد أن أعادت الهيئة الملكية لمحافظة العلا ، المكان إلى متحف نابض بالحياة لتكون جزءاً من التراث العالمي.
ومن أهم المواقع الأساسية في مدينة العلا “الحجر” وهو أول موقع في المملكة مدرج على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي ويشتهر بمدافنه الشهيرة إلى جانب حضارة “دادان” العائدة للألف الأول قبل الميلاد ، فيما يطلق على جبل عكمة ” المكتبة المفتوحة ” حيث تمتلئ جنباته بالنقوش الأثرية التي تعود إلى فجر الحضارة العربية بالإضافة إلى كتابات ونقوش تعود لحضارات أخرى.
وتمتاز ” العلا ” بالتكوينات الصخرية المنتشرة في أرجائها لتعكس جمال الصحراء إلى جانب الواحة الخضراء لتجعل من المكان وجهة مميزة لعشاق الطبيعة.
وتزخر العلا بالتراث الإنساني العريق الذي يتطلع إليه الزائر وتعكس جمال الطبيعة فهي موطن للعديد من النباتات والحيوانات وتعد متحفاً يحتفظ بعبق الحضارات العريقة التي يمتد تاريخها إلى آلاف السنين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *