الوقت هو المورد الوحيد على هذه الأرض الذي وُزِّعَ بين الناس بالتساوي، فكل واحد منا يُمْنَحُ في كل يوم 24 ساعة، لا تزيد ولا تنقص بثانية واحدة، ولكن الفرق بيننا سيتمثل في أن بعضنا يستفيد من وقته بشكل جيد فيحقق بذلك المزيد من النجاح، وبعضنا الآخر يبعثر وقته فيخسر بذلك عاما كما خسر من قبله سنين عددا.
إن الفرق بيننا يتمثل في طريقة إدارتنا للوقت ، فبعضنا سيتمكن من السيطرة على هذا العام كما سيطر على أعوام من قبله، وسيستطيع بالتالي أن يروضه وأن يديره بشكل جيد وفعال، وبعضنا الآخر سيتحكم فيه الوقت وسيسيطر عليه، ليعيش أيامه في فوضى عارمة خالية من أي إنجاز يذكر.
إن الإدارة الجيدة للوقت هي التي ستمكننا من السيطرة على الوقت وعلى أنفسنا، وسيتيح لنا ذلك أن نعمل بطريقة أفضل، لا بمشقة أكبر، كما يُخَيَّلُ للبعض..
من أجل إدارة جيدة للوقت فثمة نقاط يجب مراعاتها.
الأولى؛ يتعين ان تحدد بداية ونهاية لكل عمل تريد إنجازه، ولا تترك وقت تنفيذ المهام وتأدية الأعمال مفتوحا على طول.
الثانية؛ يجب تخصيص أوقات ذروة عطائك للأولويات وللأهم ثم الأهم، لأن لكل واحد منا أوقات ذروة وأوقات صفاء ذهني تكون فيها قدرته على التركيز أكبر، ويكون فيها أكثر نشاطا، ولذا فيجب أن نحرص دائما على أن نخصص أوقات الذروة للأولويات وللأمور المهمة.
الثالثة؛ ركز لتربح المزيد من الوقت..إننا نبدو في زمننا هذا في غاية الانشغال، وعندما تسأل أي واحد منا عن العمل وعن الانشغالات يقول لك بأن المهام والانشغالات كثيرة وبأن الوقت لا يكفي لتأديتها. إن على من يقول بذلك أن يركز في عمله ليربح فائضا من الوقت، وعندها سيجد بأنه قد أنجز ما كان عاجزا عن إنجازه في ساعات اكثر.
الرابعة؛ لقد تعودنا في هذه الحياة أن نحرس ممتلكاتنا وأموالنا، وأن لا نتركها عرضة الضياع ، ولكننا لم نتعود الحفاظ على أغلى وأنفس ما نملك، أي أوقاتنا.
أخطر ما يقوم به لصوص الوقت هو أنهم لا يسرقون وقتك فقط، بل إنهم يسرقون معه تركيزك، ومن أجل استعادة تركيزك بعد كل عملية سرقة، فأنت بحاجة إلى وقت إضافي آخر حتى تستعيد من جديد تركيزك.
خلاصة القول هي أنك إذا حددت بداية ونهاية لكل عمل، وخصصت أوقات ذروة عطائك للأولويات، وركزت في عملك، وأقمت نظاما جيدا ضد لصوص الوقت، فلا شك أنك بذلك ستجعل من سنتك سنة إنجاز وتميز. أما في حالة تهاونك بالوقت فالراجح أنك ستضيع هذه السنة كما ضيعت سنين وعقودا قبلها.