هذه العبارة “قريباً في رمضان” سوف نشاهدها قريباً إن شاء الله من خلال جميع الوسائل الإعلامية المختلفة ، لا للتحفيز والتذكير بخيرات شهر رمضان بل للعكس فهي توجه وتحفز الناس لموسم المهرجان السنوي لعرض أحدث ما أنتج من المسلسلات والمسابقات والبرامج الترفيهية وغيرها من التفاهات التي لا تسمن ولا تغني من جوع وكأن هدف هؤلاء المنتجين والمسوقين التعتيم الذي يصل في بعض الأحيان إلى الحجب على روحانية وجمال ليالي وأيام شهر رمضان المبارك فهم بهذا الإنتاج الضخم يجعلون الأنظار مشدودة للشاشات منتظرين ما يعرض فيها من جديد المسلسلات والمسابقات والبرامج الترفيهية التي ليس الزمان مناسبا لعرضها, فأي وقت يجده الناس للعبادة التي هي مطلب أساسي في هذا الشهر الفضيل التي تتضاعف في الحسنات بدون حساب.
سؤال دائما يشغلني ولم أجد له الإجابة الشافية الوافية من الذي غرس في عقول الناس بأن يكون شهر رمضان موسماً لعرض جديد المسلسلات والبرامج والمسابقات ؟ من يملك الإجابة أرجوه أن يرشدني إليها ، النقد لا يوجد أسهل منه ، دعونا نساهم في طرح بعض الحلول للتقليل من هذه الظاهرة التي طال ضررها كل بيت فالجميع يقول اختفت مظاهر الفرح بشهر رمضان المبارك خاصة عادات التواصل وتبادل الزيارات والاجتماع على مائدة الفطور، واختفاء هذه المظاهر الرمضانية كان انعكاساً طبيعياً للكم الهائل الذي يعرض في شهر رمضان بداية من وقت الفطور حتى الفجر وبقية النهار للإعادات وسط تسابق محموم من هذه القنوات لتقديم كل جديد وملفت للانتباه حتى تظفر بأكبر عدد من المشاهدين , أحد هذه الحلول أن يقوم وزراء الثقافة والإعلام بوطننا العربي الكبير – بحكم أن الوضع ينطبق على جميع الدول العربية – بوقفة حازمة وجادة بمنع القنوات الفضائية من جعل شهر رمضان المبارك مهرجاناً لعرض المسلسلات والمسابقات والبرامج , ويتخذ قراراً توجه من خلاله هذه القنوات بالتركيز على إنتاج برامج تحفز الناس على كيفية الاستفادة من هذا الشهر الفضيل بالتزود من العبادات وكيفية التوجه إلى الله سبحانه وتعالى بكل جوارحهم , كذلك لا بد من زيادة جرعات الندوات والمحاضرات الدينية والصحية.
اسأل الله أن يبلغنا رمضان ويعيننا على صيامه وقيامه وعمل ما يرضيه ويبعدنا عن ما يغضبه جل في عُلاه.
naifalbrgani@