رياضة مقالات الكتاب

جوميز.. الأيقونة

كثيراً ما نسمع مصطلح (الأيقونة) الذي غالباً ما يرتبط بالنجوم والمبدعين في الفن والرياضة أو في مجال معين، ويمكن تعريف الأيقونة بأنه شخص مشهور جدًا يمثل مجموعة من المعتقدات أو أسلوب حياة معينا؛ مثل روجيه فيدرير، وبيليه، ومحمد علي كلاي، وغيرهم من الرياضيين الذين أحدثوا الكثير من التأثير في رياضتهم، بحيث لا يمكن لأحد أن ينافسهم عليه. ولكن هناك جزئية مهمة جداً لا يمكن إغفالها عند تعريف الأيقونة، وهي: الأمور التي يقوم بها خارج الملعب، وهي التي تجعل المشجعين يذكرونهم إلى الأبد. ولعل النجم الفرنسي بافيتيمبي جوميز أحد هذه الأمثلة، فجوميز لم يكن متصنعاً، ولم يعتمد على التلميع الإعلامي القائم على الإعلان والتسويق للأشخاص؛ ليتم استخدامهم في النهاية لتسويق المنتجات، فهو رجل طيب القلب، عفوي في مشاعره وتصرفاته، ويحاول دائماً أن يقدم صورة حسنة عن نفسه، وينقل صورة مماثلة لها عن وطننا؛ لأنه لم يبحث عن تسويق نفسه (وإن كان أمراً لا ضرر فيه) فهو رياضي ذو رسالة.

بالنسبة للبعض يكون إبداع الرياضي داخل الملعب وإنجازاته كافيين لتصويره كأيقونة، ولكني أراه كأسطورة في اللعبة فقط؛ حيث إن الأيقونة الحقيقية يجب أن تتجاوز حدود رياضتها من خلال المساهمة الاجتماعية والثقافية، بإظهار العديد من الخصال الشخصية داخل وخارج الملعب؛ لكي تستطيع النظر إليه كقامة عالية، وأيقونة مثل الثقة في النفس، والدافع والانضباط الذاتي، والتفاؤل، والاتزان تحت الضغط، والروح التنافسية والتواضع.

مع مغادرة جوميز لنادي الهلال، وسواء بقي في ملاعبنا أو غادرها، فقد جعلنا نحب بسمته ، وروحه الجميلة، إضافة إلى طيبة قلبه، وتواضعه، والأهم هو حبه لوطننا؛ لذلك نشكره- ليس لمساهمته الإبداعية داخل الملعب فقط- ولكن للأثر الطيب الذي سيتركه عند رحيله. شكراً جوميز.. شكراً أيها الأيقونة.

@MohammedAAmri

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *