قضية

دورات تأهيل العرسان مصل ضد الطلاق

البلاد ــ مها العواودة

تشهد الجمعيات الاجتماعية في مختلف مناطق المملكة إقبالا منقطع النظير على الدورات التأهيلية من قبل الشباب والفتيات المقبلات على الزواج، مما يدل على ارتفاع الوعي بأهمية هذه الدورات التي تمنح الفتيات أساسيات التعامل مع الأزواج لحياة آمنة ومستقرة ،كما أن تأهيل الزوجين يُسهم في استقرار الأسرة، ولذلك فإن برنامج تدريب وتأهيل المقبلين والمقبلات على الزواج يكسبهم المهارات الحياتية، التي تضمن وجود المعرفة الأساسية واللازمة لنجاحهما في حياتهما الزوجية، وتهدف مثل هذه الدورات إلى تحقيق السعادة الزوجية والاستقرار الأسري للزوجين ، للحد من ظاهرة الطلاق والتفكك الأسري،وزيادة الوعي بأسباب السعادة الزوجية ومتطلبات الحياة الزوجية وطرق حل مشكلاتها.

في هذا السياق سبق وأن نصح ‏المدرب والمستشار الأسري أحمد محمد القرني، بأن تكون الدورات التدريبية قبل الزواج إلزامية.
وأكد أحمد القرني، على أهمية الدورات التدريبية قبل الزواج وتهيئة الشاب والفتاة قبل الزواج من الناحية المعرفية والنفسية،
وأضاف الاستشاري أنه استقبل استشارة من أحد الشباب الذي قال له إنه طلق زوجته بعد 4 شهور فقط من الزواج، مشيرا إلى أنه يجب أن تكون هناك دورات تدريبية لمدة لا تقل من 10 أيام إلى 15 يومًا قبل الزواج، وتكون إلزامية مثل فحص الزواج ، وأشار الاستشاري إلى أن هناك زوجات لم تعلم أن أزواجهن يتعاطون المخدرات إلا بعد عدة سنوات من الزواج.

سلامة الإنجاب
من جانبها تؤكد فاطمة محمد كعكي استشاري أول طب نفسي وإدمان تؤكد على أهمية الدورات التثقيفية والتوعوية ما قبل الزواج على نسق فرض التحليل الطبي، فكما أن هناك فحص الزواج الطبي للامراض الوراثية يجب عمل فحص عن الامراض النفسيه وادمان المخدارت، كما أن الدورات هامة لتكريس الامان الاسري لدى العرسان الجدد، كما تعتبر دورات التثقيف في شؤون الزواج من شأنها أن تؤدي إلى مصلحة أخرى عظيمة وهي ديمومة هذه الرابطة كون هذه الدورات توعي الزوجين بالامور الاجتماعية والثقافية والجنسية بين الزوجين، داعية إلى ضرورة الكشف على الزوجين من الناحية الصحية والنفسية وعن ادمان المخدرات. على أن تتعاون وزارات العدل والصحة والموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في تطبيق هذا الاجراء.

 

تماسك الأسرة
وعن دور مؤسسات المجتمع في توضيح الأضرار الناجمة عن الطلاق على مستوى الفرد والاسرة أكدت أن لها دوراً كبيراً في التوعية بالأضرار الناجمة عن الطلاق وحث المجتمع على أخذ هذه الدورات التدريبية قبل الزواج للحفاظ على تماسك الأسرة والمجتمع من التفكك الأسري وانتشار الاضطرابات النفسية وادمان المخدرات.

مطلب أساسي
تقول أمل النجار الاخصائية النفسية في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز بجدة ومستشارة أسرية في جمعية المودة: ‏بعد إدراج الفحص الطبي كأحد متطلبات عقد النكاح نناشد وزارة العدل كجهة مسؤولة عن عقود النكاح بإدراج دورات تأهيل المقبلين والمقبلات على الزواج لتكون مطلب أساسي للعقد.
وتابعت: قد نتفق على أن التربية الأسرية السليمة السوية هي التي تربي وتنشئ شخصية الإنسان ليكون قادراً على تحمل المسؤولية، وقادراً على تقبل الآخر والتفاعل معه بناء على القيم والأخلاقيات التي تربى عليها ؛ ولكن هل التربية تعطي للشخص الخبرات اللازمة لتأسيس عش الزوجية السعيد؟»
مؤكدة أن العلاقة الزوجية لها قدسية تجعلها مختلفة عن جميع العلاقات، لذلك نحن بحاجة إلى مفاتيح تساعدنا على تأسيس هذه الحياة الجديدة مما يؤكد الحاجة الماسة إلى تقديم الدورات التأهيلية للمقبلين والمقبلات على الزواج بل وجعلها من متطلبات عقد القران الأساسية التي لايتم إلا بها.
كما تشير إلى أنه لا يمكن الجزم بأن برامج التأهيل الزواجي وحدها مهما كانت مدتها ستضمن استقرار الأسرة بل هي مفاتيح تساعد على تأسيس عش الزوجية السعيد بإذن الله تعالى على أسس سليمة بتبصير الفرد بالأدوات والخطط التي يحتاج إلى تطبيقها والعمل بها للوصول للسعادة والاستقرار الأسري.

 

جودة الحياة
وأضافت «من دواعي سروري كأحد منسوبات جمعية المودة للتنمية الأسرية أن أنوه عن الدور الكبير الذي تقوم به جمعيات المجتمع الخيرية منها أو الرسمية والذي قد يخفى على البعض ؛ فهذه الجمعيات تهدف إلى تحسين جودة حياة الأسرة عبر منظومة مبتكرة ومتكاملة من الحلول النوعية والاستباقية والشراكات المؤثرة في بيئة داعمة مما يجعل التعرف على هذه الجمعيات وما تقدمه من خدمات أهمية كبرى لكل أسرة ، بل لكل فرد في المجتمع».

تجربة حية
الدكتور أحمد عبدالعزيز المسند المستشار التربوي والأسري والمستشار في جمعية نجاح الأسرة في العاصمة الرياض يؤكد ومن خلال تقديمه لعدة دورات تدريبية للشباب والفتيات قبل الزواج انها ذات فائدة كبيرة وذلك وفق تجربة حية من العرسان وتواصلهم بعد الزواج مع المسؤولين على الدورات للتأكيد على أهمية هذه الدورات التدريبية في نجاح الحياة الأسرية.
مؤكدا حاجة العرسان الجدد لمثل هذه الدورات حتى بعد الزواج لضمان الاستقرار الأسري ويرى في لجوء الزوجين للأصدقاء أو الأقارب لحل مشكلة أو عارض وكونهم ليسوا ذوي اختصاص بأنه سيعود عليهم بالضرر لا بالفائدة في معظم الحالات.
كما يؤكد أهمية وضرورة الدورات التدريبية قبل الزواج خاصة وأنها ذات فائدة وايضا مجانية فضلا عن وجود بعض الجمعيات التي تدعم أصحاب الدخل المحدود من هم مقبلين على الزواج لتشجيعهم على أخذ دورات تدريبية قبل الزواج حرصا منها على الاستقرار الأسري وحماية المجتمع بداية من الأسرة التي تشكل نواته الأولى.
لافتا إلى أن هذه الدورات منتشرة في جميع مناطق المملكة وتهتم بخمس جوانب الشرعي والاقتصادي والصحي والاجتماعي والنفسي ولكل جانب شخص مختص يتحدث فيه.
كما أوضح أن توعية الأهل لأبنائهم قبل الزواج لاتغني عن أخذ الدورات التدريبية حيث من الوارد ان تفوتهم بعض الأفكار والإرشادات الهامة.

 

معالجة القضايا الأسرية

كشفت جمعية المودة للتنمية الأسرية بمنطقة مكة المكرمة مساهمتها الفاعلة في خفض نسبة حالات الطلاق بالمنطقة عبر الصلح بنسبة 9.6 % خلال العام 2020م، وذلك خلال استعراض تقرير الأداء السنوي في اجتماع مجلس الإدارة الخامس في دورته الثانية.
وأوضح رئيس مجلس إدارة جمعية المودة المهندس فيصل السمنودي، أن الجمعية ساهمت في خفض نسبة الطلاق بنسبة 2.8 % من خلال الصلح على مستوى المملكة، وفي تغطية معالجة القضايا الأسرية في المحاكم فإن تأثير المودة على خفض القضايا الأسرية الواردة للمحاكم على مستوى منطقة مكة المكرمة وصلت نسبتها 72.8 %، و 17.3 % على مستوى المملكة.
وأبان السمنودي أن المودة ساهمت بنسبة 17.8 % في تغطية عدد المستفيدين من المقبلين على الزواج إلى إجمالي حالات الزواج في المنطقة بنسبة 4.4 % على مستوى المملكة، وفي تغطية وانتشار تقديم الخدمات للأسر مقارنةً بعدد الأسر في المنطقة فإن تغطية المودة بلغت 9 %، وعلى مستوى المملكة بلغت نسبتها 2 %.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *