حصاد الأسبوع

ثمار الرؤية السعودية الكورية

 الرياض- البلاد

قوة الاقتصاد ركيزة أساسية وازنة لسياسات الدول وعلاقاتها، وقدراتها على تلبية تطلعاتها التنموية داخليا، كما تعكس في نفس الوقت الثقة في الاقتصاد وطموحه ومحفزاته، والفرص الاستثمارية الواعدة. في هذه المعادلة تقدم المملكة العربية السعودية بقيادتها الرشيدة، حفظها الله، نموذجا حيا لطموح رؤيتها 2030، والسباق مع الزمن في إنجاز متفوق لمستهدفاتها في بناء اقتصاد المستقبل والتنمية الشاملة، وجميعها تمثل نقاط قوة، هي نتاج رؤية متكاملة تعكس الإرادة السعودية لاستدامة التقدم والازدهار، وما أنجزته من صدارة النمو بين دول مجموعة العشرين رغم تحديات الجائحة التي يواجهها العالم.
على مدى زمن طويل يشارف ستة عقود تميزت العلاقات السعودية الكورية بركائز راسخة من الاحترام والتقدير المتبادل بين البلدين الصديقين والمواقف المشتركة الداعمة للاستقرار والسلام الاقليمي والعالمي، وتجمعهما أطر قوية للتعاون المثمر والمصالح المتبادلة، والحرص الدائم من الجانبين على تعزيزها، وهذه الحقائق تترجمها الزيارات واللقاءات المتبادلة للقيادة في البلدين الصديقة، وعلى كافة المستويات ، وعزز هذا التعاون اجتماع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، مع الرئيسة بارك كون هيه – على هامش أعمال قمة العشرين التي استضافتها مدينة بريسبن الأسترالية في العام 2014م، حين كان – حفظه الله – وليًا للعهد رئيسًا لوفد المملكة في القمة -.
الرؤية السعودية الكورية

في عام 2017م أطلق البلدان (الرؤية السعودية الكورية 2030)، حيث تم تشكيل لجنة مشتركة من ممثلي الجهات والهيئات الحكومية ذات العلاقة من البلدين؛ لمراجعة التقدم في هذه الشراكة، واعتماد مشروعات الرؤية وخططها التنفيذية، وتشمل 40 مشروعاً ومبادرة لتأسيس الشراكة ، وتتوزع هذه المشروعات على خمس مجموعات فرعية لحوكمة اللجنة؛ وذلك بغرض متابعتها ودعمها للوصول إلى أهدافها المرجوة، وهذه المجموعات هي: مجموعة الطاقة والتصنيع، ومجموعة البنية التحتية الذكية والتحول الرقمي، ومجموعة بناء القدرات، ومجموعة الرعاية الصحية وعلوم الحياة، وأخيراً مجموعة المنشآت الصغيرة والمتوسطة والاستثمار.
واستكمالاً لتعزيز التعاون بين البلدين الصديقين، جاءت زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، إلى جمهورية كوريا في عام 2019م، لزيادة مجالات التعاون الثنائي لتشمل مختلف المجالات بما في ذلك مجالات الرعاية الصحية والخدمات الطبية وتقنيات التواصل والمعلومات والثقافة والتعليم بما يتوافق مع رؤية المملكة (2030) ، حيث اتفق البلدان على تنويع التعاون الثنائي في مجال الصناعات الجديدة التي تلبي احتياجات الثورة الصناعية الرابعة، إضافة إلى توفير فرص وظيفية للشباب في الدولتين، وفي مقدمتها مجالات الصناعة الحديثة المستقبلية كالسيارات الصديقة للبيئة، وصناعة الروبوتات، وتقنية المعلومات والتواصل، وتقنيات شبكة الجيل الخامس.
استثمارات ومشاريع

تأتي المباحثات الرسمية لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، مع الرئيس الكوري مون جيه إن، قبل أيام ، تعزيزا للعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل دعمها في المجالات كافة ، حيث شهدت الرياض خلال زيارة الرئيس للرياض، وعلى هامش منتدى الاستثمار السعودي الكوري، توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم ، تؤشر في تفاصيلها وأهدافها لمرحلة مهمة من التعاون الاستراتيجي لتعزيز التبادل التجاري ، والاستثمارات الضخمة في مجالات التصنيع والابتكار ومقومات اقتصاد المستقبل ، حيث أعلن صندوق الاستثمارات العامة وشركة بوسكو وشركة سامسونج سي تي، عن توقيعهم مذكرة تفاهم ثلاثية، تهدف لتطوير مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر لأغراض التصدير.
كما أعلنت شركة “أرامكو السعودية” عن توقيع 9 مذكرات تفاهم، واتفاقية إضافية واحدة مع كيانات كورية رائدة، بهدف تعزيز إستراتيجيتها في قطاع التكرير والكيميائيات، ودعم تطوير حلول طاقة الهيدروجين، فضلًا عن إيجاد خيارات تمويلية جديدة للشركة ، واتفاقية مع شركة دوسان للصناعات الثقيلة والإنشاءات في كوريا، وشركة الاستثمارات الصناعية في المملكة (دسر)، لإنشاء مصنع لصب وتشكيل المعادن، يمكن أن يزود الشركات المصنِّعة في المملكة بالمعدات الصناعية، والتجهيزية، مثل الصمامات، والمضخات، والضواغط، ورؤوس الآبار، وقطع توصيل خطوط الأنابيب، والمبادلات الحرارية، وتوربينات الغاز والرياح بهدف تعزيز المحتوى المحلّي.
وتشمل الاتفاقيات أيضًا مذكرات تفاهم مع عددٍ من شركات الطاقة في كوريا، شركة الطاقة الكهربائية الكورية (كيبكو)، وإس أويل، وبوسكو، وهيونداي أويل بنك، وشركة لوت كيميكال الكورية، وذلك في إطار استكشاف فرص التعاون المحتملة في توريد ونقل واستخدام واعتماد الهيدروجين والأمونيا. وتخطط الشركات أيضًا لدراسة جدوى تحويل الأمونيا المصدرة إلى هيدروجين ، ويمثل ذلك خطوة أولى نحو إنشاء مرفق إنتاج ضخم محتمل للهيدروجين والأمونيا في المملكة، والتي ستشمل أيضًا احتجاز الكربون وتخزينه.
كذلك تم التوقيع على اتفاقية مع بنك التصدير والاستيراد الكوري لبحث حلول تمويل إستراتيجية لدعم أنشطة الشركة التجارية والاستثمارية التي تشارك فيها الشركات الكورية ، كذلك هناك شراكة مهمة مع كوريا في مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية في رأس الخير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *