جدة – ياسر بن يوسف
أكد مختصون أن استغلال الأطفال في الاعلانات التجارية دون أي صفة قانونية يعرض المستغلين للمساءلة والعقوبة القانونية حسب النظام، مؤكدين إن استغلال الأطفال في أي أعمال يعتبر تجاوزاً لحقوقهم الاجتماعية والنفسية، إذ أن استغلالهم في أي أعمال مهما كانت طبيعتها نتيجة صغر سنهم وعدم إدراكهم تستوجب المساءلة والمحاسبة وفقًا للنظام، وأضافوا أن أكثر الأطفال قد يندفعون نحو أي عمل يطلب منهم في مجال السوشال ميديا، دون أن يدركوا أنه يتم استغلالهم في جانب الاعلانات التجارية التي قد يجني من ورائها الفرد الكثير من الأموال. ما يؤدي إلى انفصامهم عن واقعهم المعاش.
وفي هذا السياق دعا الدكتور محمد بكر صالح قانديه مدير الادارة الفنية بمستشفى الملك فهد بجدة سابقاً أولياء الأمور بتوجيه أبنائهم بعدم الاندفاع نحو أي اعمال دعاية واعلان قد ينفذها بعض مشاهير السوشال ميديا أو غيرهم لإظهارهم في اعمال الاعلانات ، فهناك قنوات رسمية تضمن حقوق الطرفين الأطفال والمعلنين سواء القانونية أو الاجتماعية ، موضحا أن مثل هذه الاعلانات تتسبب في مساءلة اسرة الطفل من قبل الجهات المختصة.
اهداف تربوية
من جانبه يشير الدكتور صيدلي اسامة محمد صالح سجيني إلى أنه يمكن عمل الأطفال في العروض أو التصوير الإعلاني شرط أن يتم استيفاء الشروط المطلوبة ومن بينها ألّا تكون في العرض مشاهد عنف، أو إيحاءات غير أخلاقية ، أو رسائل عنصرية، أو التشجيع على استعمال مشروبات أو مواد غدائية ومواد التبغ ، كما يتوجب على والد الطفل أو أي شخص بالغ من عائلته أن يكون حاضرا وقت تحضير الإعلان، وأن يكون العرض لأهداف تربوية.
وأكد أن المجتمعات عادة ما تتأثر بظهور الأطفال في الاعلانات وخصوصاً الأطفال الآخرين ، لذا تستخدم شركات الدعاية الأطفال كوسيلة أسرع لانتشار المنتجات، اذا يجب أن يكون كل ذلك وفق النظام المحدد.
استغلال الأطفال
وفي السياق نفسه تقول عبير الجراش معلمة تربية فنية أن توظيف براءة الأطفال في إعلانات تجارية يظل يستهدف الربح المالي قبل كل شيء، وهناك أسر كثيرة تتمنى أن يظهر ابنها في الإعلانات حتى تشعر بالسعادة والفخر وأيضا تربح بعض المال ، ولكن في حال عدم وجود أي صفة قانونية بين الطرفين أو استغلال الطفل فإن ذلك يعاقب عليه القانون.
ونوهت أنه في كثير من الفضائيات الخارجية لاحظنا انتشار واستغلال الأطفال في الإعلانات التجارية من أجل تحصيل أكبر قدر من التبرعات من المواطنين وخصوصًا في أشهر الخير ، من خلال إعلانات، تعرض مشاهد استعطاف لأطفال مرضى يحكون تجاربهم مع المرض، وتصوير بعضهم فى حالة مأساوية نتيجة للعلاج الكيميائى الذى يستخدمه مرضى السرطان مثلاً ، بالإضافة إلى دعوات التبرع بجمل لجذب الانتباه مثل ” انقذوني حياتي سأموت “، وغير ذلك من العبارات العاطفية.
تجارة رائجة
من جانبها أوضحت المعلمة ايمان حامد الوزير أن القانون جّرم أى استغلال للأطفال مهما كان الغرض المعلن، كما حظر القانون نشر صور الطفل أو أى بيانات له ، وفى حال مخالفة هذا تعاقب الجهة التى نشرت الصور بغرامة وفقًا للنظام ، مشيرة إلى أن انتشار ظاهرة استغلال الأطفال فى الإعلانات فى الفترة الأخيرة يؤكد وجود نية مبيتة لهذا الأمر وهو ما تكتمل به جريمة الاستغلال.
وخلصت إلى القول، إن الإعلانات في معظم دول العالم تحولت لتجارة رائجة، فالكثير من اعلانات الأطفال تكون اهدافها فى استعطاف أفراد المجتمع من ناحية، ومن ناحية أخرى تتاجر عمدًا بآلام وأحزان المرضى وأصحاب الحاجة والمعوزين بل وتتجاوز هذا إلى حد المساءلة القانونية التى تتحقق حال استغلال أطفال مرضى أو أيتام أو محتاجين أو نزلاء دور أيتام فى تحقيق هذا الكسب.
متطلبات الطفولة
ويؤيد خالد باجنيد متقاعد أن هناك دراسة أوضحت أنه لا مانع من ظهور الأطفال مع إعلانات عن السلع التي تتفق ومتطلبات سن الطفولة كإعلانات لعب الأطفال والملابس والأحذية مثلاً مع التركيز على هذه السلع وليس على الأطفال المعلنين، وفضلت الدراسة عدم ظهور واستخدام الأطفال في إعلانات أدوات التجميل أو اللبان أو الحلويات والأثاث، ذلك مع مراعاة عدم التركيز على طفل واحد بعينه حتى لا يصبح نجما في سن مبكرة. ونوه أن للنجومية في هذه السن خطورتها سواء على الطفل نفسه او الأطفال الآخرين لأن ذلك يتناقض مع المبادىء التربوية. فطفل الإعلانات يجب ألا نصنع منه بطلا ويجب أن يكون ظهوره من خلال كونه ابنا لاحدى الاسر دون التركيز عليه، حتى لا نصنع منه نجما قد يستخدم في اداء سلوكيات غير مرغوبة مثل الرقص او وضع المساحيق او المكياج، والخطورة هي احساس الطفل الزائد بنفسه نتيجة تسليط الأضواء عليه فيشعر ان زملاءه اقل منه ويقل احساسه بالآخرين من الأطفال الذين يشعرون بالدونية قياسا إلى هذا الطفل النجم.
حماية خصوصية الطفل
سبق وأن نظّمت هيئة حقوق الإنسان ، حلقة نقاش بعنوان “حماية خصوصية الطفل في العالم الافتراضي”، بهدف مناقشة الأنظمة والتشريعات فيما يخص حق حماية خصوصية الطفل ومنع استغلاله تجاريًا عبر الإعلانات في منصات التواصل الاجتماعي، وتناولت الحلقة التي تحدث فيها عدد من المختصين الأنظمة والتشريعات وخصوصية الطفل، والتأثيرات السلبية لانتهاك الخصوصية على شخصيته ونفسيته، والرقابة الأسرية لحماية خصوصية الطفل، ودور مؤسسات المجتمع المدني في ذلك.
سبق وأن نظّمت هيئة حقوق الإنسان ، حلقة نقاش بعنوان “حماية خصوصية الطفل في العالم الافتراضي”، بهدف مناقشة الأنظمة والتشريعات فيما يخص حق حماية خصوصية الطفل ومنع استغلاله تجاريًا عبر الإعلانات في منصات التواصل الاجتماعي، وتناولت الحلقة التي تحدث فيها عدد من المختصين الأنظمة والتشريعات وخصوصية الطفل، والتأثيرات السلبية لانتهاك الخصوصية على شخصيته ونفسيته، والرقابة الأسرية لحماية خصوصية الطفل، ودور مؤسسات المجتمع المدني في ذلك، ومخاطر استغلال الأطفال في الكسب المادي من خلال منصات التواصل الاجتماعي، ودور نظام الجرائم الإلكترونية في حماية خصوصية الطفل.