عندما قرر الاتحاد السعودي لكرة القدم زيادة عدد اللاعبين الأجانب، كان الهدف الرئيس الارتقاء بمستوى المنافسة بين الأندية، وتقليص الفروقات بين الفرق الجماهيرية مع الفرق الأخرى، وهذا ما حدث تماماً، حيث شاهدنا التعاون والفيصلي يُحقّقان بطولة كأس الملك في مرة، والوصافة في مرةٍ أخرى، كما أنّهما سيُشاركان آسيوياً، بِحكم أنّ التعاون رابع الدوري، والفيصلي هو بطل كأس الملك، كما شاهدنا ضمك في هذا العام وهو يتصدر، ويتواجد في المراكز المتقدمة، كما أنّنا نشاهد مباريات تنافسية، لدرجة أنك لا تتنبّأ بأيّ نتيجة، بسبب تواجد حارس الأورغواي كامبانيا مع الباطن، ولاعب اليونان بانا مع الفيحاء، ونجم الجزائر سعيود مع الطائي، ومبولحي وكوايسون والسليتي مع الاتفاق، وأوغستو الكبير مع ضمك، ونجم الدوري الإنجليزي رومان مع الفيصلي، والعديد مِن اللاعبين الذين مِن الصعب ذكرهم جميعاً في جميع الأندية السعودية. وما زاد جمال هذا القرار احتكاك اللاعبين السعوديين بمحترفين أجانب على مستوى عالٍ من الإمكانات، ما رفع مِن مستوى اللاعبين المحليين، ولاشك أنّ وجود مثل هذه العقليات المحترفة كفيلة بتطوير لاعبينا، ودورينا، والتأثير الأكبر نُشاهده في منتخبنا الوطني وتصدره مجموعته في تصفيات كأس العالم، وتحقيق الهلال لدوري أبطال آسيا، ووصول النصر لدور نصف النهائي، وأعتقد أن التأثير الأكبر سنشاهده بشكلٍ أكبر مع كأس العالم القادمة، بإذن الله.
كما أنّ تواجد اللاعبين الأجانب بهذا العدد تسبّب في خفض أسعار اللاعبين المحللين، لكنه في نفس الوقت، تسبب في مضاعفة عقود اللاعبين المحليين الذين يثبتون أنهم لا يقلون إمكانات عن اللاعبين الأجانب، وهذا الأمر جعل اللاعب السعودي يعمل على زيادة دخله بتطوير إمكاناته.
في الختام اكتشف الجميع عقلية بعض الإدارات التي لم تستغلّ هذا القرار، ولم تستغلّ الدعم الكبير مِن وزارة الرياضة، ما يعني أنّنا مُستقبلاً في صدد تواجد إدارات أكثر احترافية مِن بعض الإدارات الحالية التي ما زالت تعيش بالفكر القديم، المبني على عمل مشاريع طويلة المدى، خاصة أنّ الموسمين الماضيين شهدا الرد الكبير مِن بعض الأندية قليلة الخبرة التي لم تحتج لمشاريع طويلة لتحقيق البطولات أو المشاركة في بطولة أكبر القارات.