اجتماعية مقالات الكتاب

السلامة لأطفالنا

لماذا ننبهر بالطفل الذي لم يتجاوز عمره الست سنوات وكلامه يجذب الناس وتهذيبه يفوق التصور وسلوكه يعلو الرتب؟! كم هو مدعاة للفخر والإعجاب ذاك الطفل الذي تميز بفصاحة لسانه وجمال تعبيره ؟! كم هو عظيم أن تناصر طفلك في حقوقه وتوسع دائرة اهتمامك في متطلباته ، وكم هو مبهج للنفس أن ترى طفلك متألقاً يفيض حباً وينبض حيوية.

تربية الأطفال تستدعي الحكمة والذكاء العاطفي ، فالطفل الذي يفهم الايحاءات الجسدية وايماءات الوجوه ، هو طفل لماح اختبر ألوان الشخصيات وتدرب على قراءة الأفكار ، والطفل الذي يستطيع الدفاع عن نفسه إزاء الإساءات اللفظية والتنمر العنصري بأخلاقه وحسن تصرفه، هو طفل تعلم فن الحوار وآمن بقيم التعايش واحترام الأقران ، والطفل الذي يندمج مع أصدقائه ولا يخاف الغرباء ويستجيب لإشارات التحية والابتسام، هو طفل اجتماعي عاش حياة أسرية تفاعلية تشجعه على الجلوس مع الزائرين والتحدث إليهم بطلاقة وحرية ، وإن الطفل الذي يبدو في صحة جيدة وذا همة ونشاط هو طفل لبّت أسرته كافة احتياجاته الفيسيولوجية من مأكل ومشرب ومسكن ودواء ، إن الطفل الذي يهوى الاستكشاف والبحث والاطلاع ، هو طفل اشتُغل على تثقيفه وتطوير مهاراته العقلية ، إن الطفل الذي غرست فيه قيم الولاء والانتماء للوطن وعززت لديه معاني المواطنة الحقة ، هو بلا شك سيرتبط بوطنه وجدانياً وسيسهم مستقبلاً في بنائه وتنميته، إن الطفل الذي يجيد التحدث مع الكبار بلغة واضحة وجمل مترابطة ومفردات صحيحة ، هو طفل تعلم أساليب النقاش وامتلك مهارات التواصل الفعّال . إن الطفل الذي يهرع لمساعدة أصدقائه من العجزة والمحتاجين ، هو طفل تربى على الفضيلة وحب الخير للآخرين.

نرجو من الله السلامة لأطفالناالعرب، ونأمل أن يترعرعوا في كنف مجتمع، حيث لا يلقون فيه أماً تخلّت وأباً مشغولاً، لا يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، لا يحملون السلاح نيابة عن الكبار، لا يدمنون الألعاب الالكترونية ويشتتون الانتباه، لا يضيعون في متاهات العصرنة ولا يتلعثمون باللغات. نريد أطفالاً لا يحزنون من عوز أو قلة، ولا يحرمون من تدريب أو تعليم ، ولا يسقمون من جهل أو إهمال .
نريدهم أن يكونوا أسوياء بكل ما للكلمة من معنى، فهم فلذات أكبادنا ومهجة فؤادنا وقرة أعيننا ، فكيف لا نحميهم من نوائب الدهر ومحن الأيام.

bahirahalabi@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *