بيروت – البلاد
يبدو أن “تحالف الإرهاب” اللبناني اقترب من التفكك، بعدما هاجم رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل حليفه حزب الله مهددا بفك التحالف، ومتهما إياه بتغطية الفساد، متحدثا عن سلاح الحزب المنفلت وخطورته على الاستقرار، إذ يعتبر هجوم باسيل على حليف الإجرام هو الأول من نوعه، وقد يطلق رصاصة رحمة على تحالف دمر الاقتصاد والحياة في لبنان.
وزعم باسيل أمس (الأحد)، أن الاتفاق مع حزب الله (تفاهم مارمخايل) نص على أنّ السلاح فقط لحماية لبنان، ملمحا إلى أن حزب الله وحركة أمل لا يستخدمان الوحدة الشيعية لصالح البلاد، مضيفا: الوحدة الشيعية مهمّة ولكن ليس على حساب البلد”، في إشارة إلى أن التحالف الحالي بين الحزب الإجرامي ومعاونيه لا يصب في مصلحة لبنان إنما لمصلحة أفراد موالين للخارج. وتساءل باسيل في اتهامات صريحة لحزب الله: “أين تُرجِمَ تفاهم مارمخايل في بناء الدولة ؟ بتغطية الفساد والمسايرة وبشلّ صلاحيات رئيس الجمهورية وعهده بضرب المجلس الدستوري”. وأضاف: “حاولنا تطوير وثيقة التفاهم في الغرف المغلقة، فنحن لا نريد إلغاءها، لكنّها لم تعد تجيب عن تحدياتنا، ويجب أن تبقى المقاومة فوق الدولة وفي كنفها”.
وشنّ رئيس التيار الوطني الحر، هجوماً على رئيس مجلس النواب نبيه بري (حليف حزب الله)، متهما إياه بأنه يتحكم بقرار البرلمان، مطالبا بتطوير الدستور اللبناني وفق وثيقة الوفاق الوطني وبالتوافق. واعترف باسيل بأن “الدولة المركزية” في إشارة لحزب الله وحلفائه، تسلب رئيس الجمهورية صلاحياته بالقوة من قبل مجلس النواب والمجلس الدستوري وتسلب بقية الطوائف حقها بالمداورة بوزارتي المالية والداخلية. وأضاف “هذا الأمر لم نعد نريده”، كما طال هجوم باسيل أيضا حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، موجها إليه حديثه بالقول: “حاكم مصرف لبنان المحمي من المنظومة السياسية قام بأكبر عملية سطو على أموال الناس، ويتمرّد على قرار مجلس الوزراء ويمنع التدقيق الجنائي ويتلاعب بالنقد الوطني”. ويأتي هجوم باسيل على حليفه حزب الله مع تزايد الخلافات في الفترة الأخيرة بينهما على خلفية تعطيل جلسات الحكومة من قبل الحزب الذي يربط عمل مجلس الوزراء بالإطاحة بالمحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت، وحول قانون الانتخاب وتحديدا المتعلق بانتخاب المغتربين 128 نائبا على غرار المقيمين وهو ما كان يرفضه باسيل مطالبا بانتخابهم 6 نواب (من المغتربين).
ويرى محللون وسياسيون في لبنان، أن الخلاف بين طرفين باسيل وحزب الله مناورة انتخابية قبل موعد الانتخابات النيابية المقبلة نظرا للاستياء الشعبي من قبل مناصري “الوطني الحر” من تحالفه مع حزب الله، بينما يراها آخرون فراق أبدي بين الطرفين.
من ناحية أخرى، تحاول ميليشيات حزب الله المدعومة من إيران التوسع في أعمالها الإجرامية الخارج، بتعزيز وجودها جنوب وغرب العاصمة السورية دمشق، إذ أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن حزب الله اللبناني بدأ بعمليات حفر وتوسعة لقاعدة عسكرية قديمة كانت تتخذها قوات النظام السوري سابقًا للتدريب على استخدام طيران الاستطلاع ومركزًا لتدريب عناصر المخابرات الجوية على الرمي، في منطقة تقع قرب بلدة خربة الورد بالقرب من منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة، ويتواجد بها الحزب منذ العام 2015. وبحسب المعلومات فإن الميليشيات بدأت خلال الأيام الفائتة بحفر أقبية ضمن القاعدة التي يتمركز بها خبراء وعناصر تابعون لها، كما عمد حزب الله إلى إخفاء طائرات مسيّرة إيرانية الصنع في أقبية كان حفرها سابقًا خوفًا من استهدافها.