حصاد الأسبوع

شتاء السعودية.. تنوع بين التراث والحداثة

جدة – البلاد

تنوعت أماكن وفعاليات شتاء المملكة، ما بين التراث والحداثة، حيث أعاد “شتاء درب زبيدة” الذي أقيم في مركز لينة التاريخي بذاكرة الزوار لمراحل التاريخ التي عاشتها المنطقة، والتي لا تزال آثارها موجودة حتى اليوم بما في ذلك درب زبيدة التاريخي، والآبار المحفورة منذ الأزل بجوارها وعدد من النقوش الأثرية التي تعود إلى تاريخ الأنباط، إذ يُعد “شتاء درب زبيدة” تجربة ترفيهية وثقافية يستمتع بها الزائر ويتعرف على حضارة المنطقة، فيما تقدم العديد من الجوانب التوعوية للزوار خلال الفعاليات، لرفع الوعي بأهمية حماية البيئة، والحفاظ على تنوعها، حيث تمثل الفعاليات فرصة مناسبة لإيصال الرسائل البيئية بطريقة تفاعلية تزرع الاهتمام بالبيئة لدى الزائرين.

ويروي شتاء درب زبيدة تاريخ المراكز المهمة على الطريق التجاري وطريق الحاج، وأهم مقومات البقاء بها، مما أدى إلى نشوء مركز تبادل تجاري أصبح سوقاً شهيرة يقصده تجار المنطقة وتجار العقيلات الذين كانوا يجلبون البضائع من المناطق القريبة كالعراق والشام، وكذلك البادية المارين بالمنطقة. وفي هذه الأماكن الغنية بحكايات البوادي والقوافل والمسافرين والثقافات المتنوعة يوثق الرواة والباحثون والزوار سلسلة قصصية ستثري الجانب الثقافي.
وفي منطقة عسير، يجذب فصل الشتاء الزوار إلى الريف الجبلي الواسع المكسو بالأخضر متعدد التضاريس، بسبب اعتدال درجات الحرارة في أشهر نوفمبر وديسمبر ويناير وفبراير، إضافة إلى عراقة المكان تاريخياً، فمركز مركز”قنا” الذي يقع جنوب غرب المملكة والتابع إدارياً لمحافظة محايل عسير يشهد تحولات حضارية كبيرة، حيث تبين الوثائق التاريخية أنه تم إنشاء ما سمى ب،”مركز إمارة قنا عام 1346 هـ”.

وتحتوي “قنا” على بعض الآثار والنقوش التي تحتاج دراسة إضافة إلى بعض الوسوم القبيلة ، منها نقوش تسمى بـ(امدمون) وهي تقع في قرية تسمى (آل ثوبان) كذلك آثار (قرية الحثام) ، وبنظرة أولى نستطيع أن نلاحظ اختلاف هذه النقوش في شكلها ونحتها عن تلك النقوش الموجودة في (امدمون) في قرية آل ثوبان ، وربما يرتبط ذلك بتاريخ كتابة هذه النقوش أو طبيعة السكان الذين نزلوا في هذا المكان وبالنظر إلى هذه النقوش نرى أنها أقرب في تشكلاتها إلى النقش الثمودي .
وتجذب النباتات العطرية برائحتها الفواحة في الشتاء زوار وسياح قرية ذي عين التراثية بمنطقة الباحة، حيث تنتشر في مزارعها أكثر من 100 شتلة من نبتت الكادي والريحان، ونحو 5000 شجرة من أشجار الموز، وأنواع متعددة من النباتات المختلفة. ولا تزال “ذي عين” وافرة الغلّال كثيرة الخيرات، وهبها الله بسقيا رحمةٍ تمثلت في عين مائها العذبة التي انبجست من الواجهة الشرقية للقرية التراثية منذ مئات السنين، ففي الزمن البعيد شمخت من خلالها سنابل القمح وأثمرت النخيل الباسقات، وفي حاضرنا أنتجت عناقيد الموز، وفاح أريج الكادي، وهبت نسائم الريحان في الوادي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *