رياضة مقالات الكتاب

“توثيق البطولات.. ماضٍ منتظر”

تعد المملكة العربية السعودية إحدى أهم الدول وأبرزها على جميع الأصعدة، ولا سيما في المجال الرياضي الذي يزخر بالإنجازات عربيا وقاريا وعالميا، سواءً على مستوى المنتخبات أو الأندية وبكافة الأنشطة الفردية والجماعية.

ولعل في هذه المقالة أسلط الضوء على اللعبة الشعبية الأولى عالمياً ألا وهي كرة القدم، وأخص بالذكر كرة القدم السعودية، وأتناول من خلالها قضية توثيق البطولات للأندية السعودية، وما ظهر قبل فترة ليست بالطويلة في تصريح رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل عن النية في توثيق البطولات منذ عام (١٩٥٦) وهذا يعني أن التوثيق سيكون منذ تأسيس الاتحاد السعودي لكرة القدم.

لذلك، أتبر هذا التصريح من رئيس اتحاد اللعبة نواة لثمرة ذات تركيبة نموذجية لمرحلة مهمة جدا، وقرارا تاريخيا يحسب له ولاتحاده بكل المقاييس، ما لم يدخل حيز التنفيذ.

أعلم جيدا أنه لا يمكن أن يجيّر عمل سنوات طويلة محملة بتاريخ رياضي عريض وكبير لصالح إدارة مكلفة أو شخص يقوم بعمله لمدة لا تتجاوز ٤ سنوات، يدير من خلالها الاتحاد السعودي وما يدور داخل أروقته ليذهب ويخلفه آخر، وفق أنظمة ولوائح معتد بها رسمياً، ولكن تظل مرحلة وجزءا لا يتجزأ من مسيرة رياضية مكتملة الأركان تحت إشراف الاتحاد الدولي (FIFA).

ومع أن توثيق البطولات السعودية قد تأخر كثيراً، وكان من المفترض أن يتم هذا الأمر منذ سنوات؛ كون الكرة السعودية تمتلك تاريخا حافلا وكبيرا جدا، والاتحاد السعودي لكرة القدم يمتلك الأدوات الكافية لتفعيل هذه الخطوة الهامة.

ولكن لازال في الوقت بقية، وللماضي صيغة أحداث التاريخ التي يصنعها الإنسان، ويجب علينا ألا نقرأ الماضي بطريقة خاطئة، حتى لا نعيش الحاضر والمستقبل بطريقة خاطئة أيضاً، فبدون الذاكرة لا توجد علاقة حقيقية مع المكان ولا الزمان.
أتمنى أن نشاهد مركزا وطنيا لتوثيق البطولات يستقطب فريقا عمل متكاملا لديه كافة الوثائق والمعلومات التي تساهم في تقديم العمل الوثائقي بطريقة علمية حديثة تتناسب مع المرحلة وما تقتضيه المصلحة العامة.

ختاماً:
بعيداً عن تصريحات رؤساء الأندية الكبيرة والجماهيرية وحراكهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ بحثاً عن حقوق أنديتهم وفق ما يرونه مناسبا لهم، يظل قرار توثيق البطولات خارج دائرة التأثير، فالمسألة مسألة وطن وليس ناديًا فحسب.
على الود نلتقي …
@majedeidan

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *