ندرك جميعاً أن كل جيل امتداد لسابقه من الأجيال وهذه سنن الله في خلقه، وهذا الامتداد الطبيعي يورث الكثير من الصفات الوراثية والمكتسبة من التربية والبيئة، لذلك نجد العادات والتقاليد والثقافات تتناقلها الأجيال المختلفة.
كبار السن الذين يعيشون بيننا اليوم هم الأساس لعدد من الأجيال الحالية وهم الأصل والأجيال فروع، وكما يقال “لا قيمة للفرع إذا أنعدم الأصل”، والملاحظ على بعض شبابنا اليوم أنهم بدأوا بالابتعاد عن مجالس الأجداد والآباء ويحاولون إبعادهم عن جلساتهم بحجة إنها “جلسة شبابية ” لا تناسب الأجداد والآباء ولا الشباب يرتاحون بوجودهم معهم ، وهذا في الحقيقة مؤشر خطير وسوف يكون له الكثير من الآثار على الأسرة والمجتمع وسوف يخلق عزلة بين الأجيال ، ولعل المتخصصين في مجال التربية الأسرية يفيدوننا عن الأسباب التي أدت إلى ظهور هذه الظاهرة والطرق الصحيحة لمعالجتها حتى لا تتفاقم وتصبح عادة أصيلة لا يمكن التخلص منها.
مثل هذه الظواهر التي تطفو على السطح بين الحين والآخر تؤكد أن هناك أموراً تنخر في جسد المجتمع ساهمت فيها الكثير من العوامل الحياتية المختلفة خاصة في هذا العصر الذي أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي صاحبة التأثير الأقوى فيه في ظل قلة الاهتمام بالتربية الصحيحة التي تؤسس جيلا يجعل من ديننا وثقافتنا الجميلة منهج حياة، الأصالة يا سادتي فعل وليس كلمات وشعارات، وكلنا في خدمة الوطن.
naifalbrgani@